رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

السبت 21 يونيو 2025

Search
Close this search box.

السبت 21 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

عمر النسيرى يكتب: رسالة إلى رفيقي المغترب

إلي صديقي العزيز، المغترب..أتفهم جيدًا مشاعر الغربة وما يجلبه الابتعاد عن الوطن من تحديات، ولكن اسمح لي أن أتشارك معك بعض الأفكار التي قد تساعد في تخفيف وطأة هذه المشاعر وتحويلها إلى قوة دافعة.

قال تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾. هذه الآية الكريمة، كما فسرها البعض، تدعونا للسعي في الأرض وطلب الرزق في أي مكان. هذا يؤكد أن الرزق لا يقتصر على المكان الذي نشأنا فيه، بغض النظر عن الظروف الاقتصادية لبلادنا.

مما يلفت الانتباه أن بعض المحادثات التي تدور مع المغتربين غالبًا ما تتضمن لومًا للوطن، وكأن الغربة كانت اضطرارًا خالصًا، بل وتُحمّل البلاد حتى المعاناة النفسية.. دعنا ننظر للأمر من زاوية مختلفة.

المغتربون ينقسمون إلى نوعين: منهم من يغترب لتوفير أساسيات الحياة، ومنهم من يسعى لرفع مستوى معيشته. وكلاهما قد يرى أن تحقيق هدفه كان فرضًا على الدولة. بينما لا تدخر الدولة جهدًا في سبيل النهوض بمستوى معيشة المواطنين، فإن الأمر يرتبط بعدة عوامل:

– قضاء الله وقدره: الله سبحانه وتعالى قد كتب لكل إنسان رزقه في المكان والزمان الذي قدره له.

– الاختيار الشخصي: قد يفضل البعض السفر للعمل في بيئة ومستوى معيشي يراه أنسب وأفضل من المتاح في بلده. هذا قرار شخصي بحت، ويمكن التخلي عنه والعيش بما هو متاح في الوطن.

الأمر يحتاج إلى التعامل ببساطة وواقعية، والنظر إليه بإيجابية، وإدراك عدة أمور:

– الرضا والقناعة: الوصول إلى الرضا يحتاج إلى قناعة بما يسره الله وقدره من سبل اكتساب الرزق.

– التفاؤل والجهاد: سفرك لكسب الرزق هو جهاد تثاب عليه، فلتكن متفائلاً وتتوسم الخير.

– الانتماء غير مشروط: الانتماء للوطن لا يرتبط بما يوفره لك من مستوى مادي، فحب الوطن أعمق من ذلك.

-أنت ركيزة الوطن: أنت جزء أساسي من بناء الوطن، والعلاقة بينك وبين وطنك ليست قائمة على مجرد الانتفاع.

دعنا نعمل معًا لتبقى مصر مزدهرة بشبابها، سواء كانوا داخل الوطن أو خارجه.