رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الجمعة 6 يونيو 2025

Search
Close this search box.

الجمعة 6 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

شادي سليم يكتب ..في  عيد ميلاده الخامس والثمانين .. لا نحتفل بشاعر فقط بل نحتفل بذاكرة حية لوطن

 

بعض الناس لا تُقاس أعمارهم بعدد السنين، بل بعدد ما أورق من القصائد، وما أثمر من المعارف، وما تبقّى من أثر. والشاعر الكبير عبد الستار سليم واحد من هؤلاء. ها هو اليوم يبلغ عامه الخامس والثمانين، ليس كأي رقم، بل كخاتمٍ شعريٍّ منقوش على جبين الزمن.

 

ابن قرية الرحمانية بمحافظة قنا، الذي خُلق من طين الصعيد وعصارة الشعر، لم يكن يومًا شاعرًا فقط، بل باحثًا ومنقّبًا في كنوز التراث الشعبي، وناقدًا شديد التسلح بالمعرفة، وموسيقيًّا يحاور النغم كما يحاور الحرف.

 

هو رائد فن الواو، وناشره، وحاميه من الاندثار، أول من التفت إليه بعدما كاد يُنسى، فجمعه وحلله، وغاص في وجدان الحفظة لينقله إلينا مصقولًا، مشرقًا، يليق بتاريخ مصر وذاكرتها الجمعية.

 

حاز جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، وكرّمه مؤتمر أدباء مصر في دورة مبكرة، ولم يغِب بعدها عن أي ساحة أدبية جادّة، بل صار عنوانًا لما يُسمى “بالشاعر الشامل”: بين الفصحى والعامية، بين القصيدة والموشح، بين الموال والزجل، بين الميكروفون والمنصة، بين الكلمة واللحن.

 

عبد الستار سليم هو الشاعر الذي كتبه معجم البابطين، وقرأه البرنامج الثقافي، وغنّى له محمد الموجي وعبد اللطيف التلباني وآخرون، وسافر بكلماته إلى القنوات الفضائية، كما سافر بها إلى المؤتمرات العربية، وظل دائمًا صوت الجنوب الذي لا يهادن في الجمال.

 

له أكثر من 20 ديوانًا، وعشرات البرامج، والمبادرات، والجلسات التي احتضنت المواهب الجديدة، وآخرها جائزة عبد الستار سليم للشعر والنقد، التي يرأسها بنفسه ويمنحها للأجدر لا للأشهر، كما هي عادته.

 

في عيد ميلاده الخامس والثمانين، لا نحتفل بشاعر فقط، بل نحتفل بذاكرة حية لوطن، بصعيديٍّ نَحَت اسمه على حجر الشعر، وأعطى عمره كله للقصيدة دون أن يخذلها، نحتفل برمزٍ ظل واقفًا رغم تعب السنين، ثابتًا كقصيدة لا تموت.

 

كل عام وأنت بخير يا شاعرنا الكبير.

كل عام وأنت ما زلت تُدهشنا، تُربّينا على الجمال، وتُذكّرنا أن الشعر كالمهنة الشاقة لكنها تستحق أن تُعاش.