علي البر الغربي للنيل وبمقبرة الأغاخان غرب أسوان، حيث يرقد الأغاخان الثالث السلطان محمد شاه الحسيني، تم دفن جثمان الأمير كريم الحسيني أغاخان الرابع، الإمام الـ49 للطائفة الإسماعيلية، إذ أقيمت له جنازة بمشاركة عدد من المسئولين المصريين، وانطلقت الجنازة من أمام مقبرة “العقاد” مرورًا بميدان الدكتور “مجدي يعقوب” أمام مجمع محاكم أسوان، قبل أن يتم نقل الجثمان عبر عدد من المركب النيلية إلى البر الغربي لنهر النيل لمثواه الأخير.
ويُعد الأمير كريم، الإمام التاسع والأربعين بين أئمة الطائفة الإسماعيلية، وظل أكثر من 6 عقود على رأس الطائفة التي يتبعها أكثر من 15 مليون شخص حول العالم.
ولد كريم الحسيني، المعروف بـ “الأغاخان الرابع”، في 13 ديسمبر 1936، بمدينة جنيف السويسرية، وهو الابن الأكبر للأمير علي خان من زوجته جوان يارد بولر، ويحمل الجنسية البريطانية والبرتغالية، ومُنح عام 2010 الجنسية الفخرية الكندية، وتعد أعماله الخيرية والتنموية واضحة من خلال شبكة الأغاخان للتنمية، حيث أقامت وساهمت في العديد من المشاريع مثل بناء المدارس والمستشفيات وتوفير الكهرباء في مناطق فقيرة بإفريقيا وآسيا، بالإضافة للمشاركة في تطوير القاهرة التاريخية وحديقة الأزهر، وتمويل وتطوير عدة مساجد مثل ترميم مسجد الأمير “آق سنقر” أو ما يُطلق عليه “الجامع الأزرق”.
أصل الطائفة
طائفة الحشاشين هي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية تتشارك في الأصل معها الطائفة الأغاخانية إذ دعت الأولى لإمامة نزار المصطفى لدين الله الفاطمي؛ وظهورهم وإن نشأ من رحم السياسة لكن أفكارهم عقائدية منبثقة من إيمانهم بالباطنية والتي تعني اختصارًا أن النص الديني له معنيان أحدهما لغوي يفهمه كل الناس والآخر باطني لا يعرفه إلا من اختصهم الله بالمعرفة وفق معتقدهم.
و”الأغاخانية” من أبرز الطوائف الفلسفية المعاصرة المنتمية للإسلام، وتعود جذورها إلى الشيعة الإسماعيلية الذين أقرّوا الإمام إسماعيل بن جعفر الصادق «المتوفى نحو 210هـ» إمامًا سابعًا بعد والده، وذلك على خلاف الشيعة الإمامية الاثني عشرية الذين جعلوا الإمامة في أخيه موسى الكاظم “المتوفى 183هـ”.
وبرزت “الأغاخانية” في التاريخ كطائفة منفصلة عن طائفة الحشاشين في المعتقدات ولكن الطائفتين تنتسبان إلى الإسماعيلية النزارية كسلالة واحدة في إيران خلال الثلث الأول من القرن التاسع عشر، إذ أسسها الحسن علي شاه، المعروف بـ آغا خان الأول (المتوفى 1881م)، الذي توارث أبناؤه زعامة الطائفة حتى يومنا هذا وتلتقي مع جماعة الحشاشين في الطائفة الأم.