الكلمة قد تكون أقوى من الدواء حين تستخدم في مكانها الصحيح
أكد الكاتب الصحفي محمد صلاح، مدير تحرير جريدة روزاليوسف، أن الإعلام والشباب ركيزتان أساسيتان في المجتمع، مضيفا خلال محاضرة بعنوان ” واقع الإعلام وقضايا الشباب”، بالملتقى الثاني لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتأهيل الشباب لسوق العمل في بورسعيد، الذي ينظمه اتحاد شباب المصريين بالخارج أن هناك حالة عتاب متبادل بين الإعلام والشباب، فالشباب يردد أن الإعلام الحديث انحرف عن مساره ويبحث عن “التريند” ولا يسلط الضوء على النماذج الإيجابية في المجتمع.
وأضاف” في المقابل، يرى الإعلام أن سلوكيات واتجاهات وأفكار الشباب تغيرت في السنوات الأخيرة، نتيجة البحث عن المال السريع دون بذل مجهود، وكل طرف يدلل على صحة وجهة نظره بأسباب قوية”.
وأضاف:” الإعلام يعتمد على 3 عناصر رئيسية: مرسل ومتلقي وبينهما الوسيط أو الوسيلة الإعلامية التي تنقل المعلومة أو الخبر”.
وعرف الإعلام، بأنه أي وسيلة أو وسيط يستخدم في نقل الأخبار والمعلومات إلي الجمهور، مثل الصحف والمجلات والإذاعة والتلفزيون والمواقع الالكترونية, ووسائل التوصل الاجتماعى.
وحول تأثير الإعلام في الجمهور، قال:” إما أن يكون تأثيرا إيجابيا من خلال تنمية وبناء الوعي العام الاجتماعي والثقافي والسياسي، أو تأثيرا سلبيا من خلال بث الإحباط واليأس والتركيز على النماذج المسيئة”، موضحاً أنه في السنوات الأخيرة، شهد الإعلام تطورا كبيرا جدا، وبالتوازي مع ذلك حدثت تغيرات كبيرة في توجهات وأفكار وسلوكيات الشباب.
وحول مدى التغير في وسائل الاعلام، أوضح أنه في الماضي كانت الأخبار والقرارات من السلطة التنفيذية تنتقل إلي الجمهور من خلال أوراق البردى أو الكتابة على المعابد أو من خلال منادي في الشوارع، ومع مرور الوقت تطورت صناعة الإعلام حتى صدرت أول صحيفة رسمية محلية في مصر عام 1828 تحت اسم “الوقائع المصرية” في عهد محمد علي، وكانت توزع على الأمراء وكبار الموظفين وقادة الجيش والعلماء، وكانت تهتم بشكل أساسي بنشر القرارات والتعليمات التي تصدر من الوالى والديوان العام في كل قضايا الدولة، واستمرت جريدة الوقائع في أداء رسالتها حتى الآن، وتوالي على رئاستها الإمام محمد عبده ورفاعة الطهطاوى وغيرهم من كبار الأدباء والمفكرين.
واستطرد:” الوقائع لم تكن أول صحيفة تعرفها مصر، لكن بعد دخول الحملة الفرنسية صدرت صحيفة باسم “بريد مصر” كانت تصدر باللغة الفرنسية، وكان هدفها الأساسي التواصل بين قادة وجنود الحملة الفرنسية والسلطة المركزية في باريس، ثم تطورت حركة الطباعة وصدرت الأهرام على يد الأخوين سليم وبشارة تقلا، والمصور على يد جورجى زيدان، وروزاليوسف أنشأتها فاطمة اليوسف، وكانت أول مطبوعة تسمى باسم سيدة، ثم الاخبار على يد على ومصطفي أمين، والجمهورية صدرت بعد ثورة 1952 وترأس مجلس إدارتها أنور السادات”.
وأوضح أنه على مدار 197 سنة، كانت وسائل الإعلام المختلفة تسير في اتجاه واحد من المرسل إلى المتلقي من خلال الصحافة في اليوم التالي، أو نشرات الأخبار في التلفزيون والراديو.؟
وأشار مدير تحرير روزاليوسف، إلي أن الإعلام شهد تطورا كبير في العقود الأخيرة، حيث انتقل من الوسائل التقليدية كالراديو والتلفزيون والصحف، إلى الإعلام الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، موضحا أن الفرد لا يكتفي بتلقي المعلومة، بل يشارك في صناعتها ونشرها.
وأردف:” اتسم الإعلام الحديث بالسرعة الفائقة في نقل الأخبار وقت حدوثها، وسرعة في التفاعل والتواصل المباشر بين المرسل والمتلقي، خاصة مع تعدد المنصات الإعلامية، التي أتاح الفرصة لأي شخص ليكون “إعلاميا” عبر منصات مثل يوتيوب، تويتر، تيك توك.
وحول تعامل الإعلام مع قضايا الشباب، قال:” يوجد عدة قضايا رئيسية تواجه الشباب، في مقدمتها البطالة والهجرة غير الشرعية ومكافحة الإدمان”، موضحا أن الإعلام يتعامل مع قضية البطالة بعدة طرق من خلال تحفيز الشباب بأهمية العمل، وإبراز التجارب الإيجابية للشباب في مجال ريادة الأعمال، وتسليط الضوء على المهارات التى يحتاجها سوق العمل والمراكز والهيئات التى تقدم دورات لتأهيل الشباب، علاوة على نشر فرص العمل المتاحة للشباب سواء في القطاع العام أو الخاص، وتشجيع الشباب على إقامة مشروعات صغيرة ومتوسطة والطرق المتاحة للحصول على التمويل اللازم لتنفيذها.
وحول دور الإعلام في مواجهة الهجرة غير الشرعية، أكد أن الإعلام له دور كبير في مواجهة الهجرة غير الشرعية، لا يقتصر على نشر الأخبار، بل يتعداه باعتباره شريكا استراتيجيا في بناء الوعي المجتمعي، وجسرا للحوار بين المواطن ومؤسسات الدولة.
وشدد “صلاح”، علي أهمية توعية الشباب وأسرهم بمخاطر الهجرة غير الشرعية، بداية من استغلال سماسرة الهجرة أو الغرق في البحر، مرورا بالعيش في أوضاع قانونية غير مستقرة، من خلال عرض قصص واقعية تبرز المعاناة الحقيقية للمهاجرين غير الشرعيين، علاوة على تصحيح المفاهيم المغلوطة لدى الشباب بأن الهجرة غير الشرعية تعني حياة مريحة وفرصة ذهبية.
وأكد ضرورة تسليط الضوء على جهود الدولة والمنظمات الدولية في توفير فرص بديلة، مثل برامج التدريب المهني، ودعم ريادة الأعمال، وكذلك توعية المواطنين بالطرق القانونية للهجرة، ناهيك عن أهمية كشف شبكات التهريب والاتجار بالبشر التي تستغل طموحات الشباب وتدفعهم إلي مصير مجهول من خلال التحقيقات الصحفية.
وعن دور الإعلام في مواجهة الإدمان، فقال:” الإدمان من الظواهر الخطرة التى تهدد أمن واستقرار المجتمع، والإعلام شريك أساسي في الحرب ضد الإدمان، ومن خلال تكاتف الجهود بين الإعلام وبين المؤسسات الصحية والتعليمية والأمنية، يمكن بناء مجتمع أكثر وعيا وصحة، فالكلمة قد تكون أقوى من الدواء حين تستخدم في مكانها الصحيح، مشيرا إلى أن الإعلام يقوم بدور مهم في نشر الوعي بمخاطر الإدمان بمختلف أنواعه سواء إدمان المواد المخدرة أو الإدمان السلوكي مثل الألعاب الإلكترونية أو القمار.
ولفت إلي أهمية تشجيع المدمنين على طلب العلاج، وتسليط الضوء على قصص التعافي والنماذج الايجابية، إذ يقوم الإعلام بدور في كشف شبكات تجارة المخدرات.
وعن تمكين الشباب، قال:” تمكين الشباب في مختلف المجالات ليس خيارا، بل ضرورة تم تنفيذها من عام 2014 باعتبارهم قاطرة البناء والتنمية، لافتاً إلى أن الإعلام له دور مهم في تسليط الأضواء على مشروعات ريادة الأعمال والتشجيع على التعليم والتدريب لتلبية احتياجات سوق العمل، علاوة على تمكين الشباب سياسياً من خلال مشاركة الشباب في الانتخابات والمجالس النيابية والمحلية ودعم المبادرات الشبابية.