عماد الدين أديب- صحيفة البيان الإماراتية
رحيل البابا فرانسيس بابا الفاتيكان ليس مجرد رحيل لشخصية عالمية فذة، لكنه رحيل لنهج أقوى رجل دين مسيحي يدعو إلى التسامح والتفاهم والتقارب بين الأديان والمذاهب.
منذ العام 2013 وهذا الرجل يدعو إلى التعايش الإنساني بين جميع سكان كوكب الأرض دون تفرقة بين مناطقهم، جنسياتهم، أفكارهم، أجناسهم، أديانهم، مذاهبهم، طبقاتهم.
كان البابا يؤمن بأن الجميع بلا تفرقة، وبلا تمييز.
كان البابا صوت من لا صوت لهم، من الفقراء والمحرومين والمهمشين في هذا العالم.
دافع الرجل عن الذين يهاجرون في قوارب الموت بحثاً عن أرض جديدة تؤويهم، بحثاً عن فرصة حياة أفضل.
وصف البابا فرنسيس هؤلاء بقوله: «أولئك الذين غرقوا في قوارب الموت لم يكونوا يبحثون عن حياة الرفاهية، كانوا يبحثون فقط عن الحياة».
في عام 2019 زار البابا الإمارات في زيارة تاريخية بدعوة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان من أجل أن يوقع مع شيخ الأزهر وثيقة «نبذ العنف والحروب»، والدعوة إلى نزع ذلك التعصب الذي يؤدي إلى الصراعات بين الأديان.
في زيارته للعراق اجتمع في لقاء تاريخي مع السيستاني من أجل دعمه على دعوته لنبذ التحريض على المذاهب والأديان الأخرى.
البابا فرانسيس قبل أن يكون رجل دين ليبرالياً، ويكون أول بابا للفاتيكان من خارج أوروبا، كان إنساناً بمعنى الكلمة؛ لذلك يصبح فقدانه خسارة كبرى لكل من يؤمن بالتآخي والمساواة وحب الآخر.