عبّر المخرج عمرو سلامة عن رفضه القاطع لموجة المطالبات بمنع الأعمال الفنية أو معاقبة صناعها، مؤكدًا أن النقد حق للجمهور، لكن المنع خطر يهدد حرية الفن ومستقبله.
وكتب عمرو سلامة منشورًا مطولًا عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قال فيه إنه يتقبل الانتقاد مهما كان قاسيًا، لكنه يرفض تمامًا محاولات منع الأعمال من العرض لمجرد أنها لا تعجب فئة من الجمهور أو لا تتوافق مع معاييرهم الأخلاقية الشخصية.
أوضح سلامة أن أي فنان يقدّم عمله للجمهور يجب أن يكون مستعدًا لتلقي النقد كما ينتظر الإعجاب، لكنه لفت إلى خطورة من يطالبون بمنع الأعمال أو معاقبة أصحابها، معتبرًا أنهم «يضرّون أنفسهم قبل أي حد»، لأنهم يفتحون الباب لممارسات مماثلة ضد أعمال أخرى قد تعبر عن أفكارهم هم في المستقبل.
وأشار إلى أن المنطق نفسه قد يُستخدم لاحقًا ضد أعمال مختلفة فكريًا أو أكثر محافظة، فيجد أصحابها أنفسهم في مواجهة دعوات مماثلة للحذف والمنع، وهو ما يؤدي في النهاية إلى فن «ماسك»، لا يناقش قضايا حقيقية ولا يعبّر عن فئات المجتمع المختلفة، ويتحول إلى مجرد «حشو شاشات وسماعات».
في منشوره، استشهد عمرو سلامة بعدد من الأفلام الكلاسيكية المهمة التي قد لا يسمح إنتاجها أو عرضها اليوم تحت مناخ المنع والمحاكمات الأخلاقية، متسائلًا: هل كانت روائع التسعينات، أو أفلام عادل إمام مع وحيد حامد وشريف عرفة، يمكن أن تُصنع اليوم بالشكل نفسه؟
وأجاب بسخرية: «هل أي عشر دقايق في أي فيلم فيهم يتعملوا النهاردة؟» في إشارة إلى تضييق هامش الحرية وازدياد الحساسية تجاه الطرح الجريء أو النقد الاجتماعي والسياسي.
اختتم سلامة رسالته بالتأكيد على دعمه لنقابة المهن الفنية وسماحها لظهور أعمال مختلفة، حتى لو لم تكن على “مذاقه” أو مذاق غيره، مجددًا موقفه الواضح: «ضد المنع.. أي منع».
ووصف سياسة المنع بأنها «منطق قديم، ديناصوري، وعطن»، خاصة في زمن أصبحت فيه كل المواد متاحة عبر الإنترنت والمنصات الرقمية، ما يجعل المنع التقليدي غير مجدٍ، بل ويحوّل العمل الممنوع إلى مادة أكثر إثارة وطلبًا لدى الجمهور.