شهدت بطولات مراكز الشباب ، في الثلاث سنوات الأخيرة ظاهرة غريبة ، تفشت بصورة ملفتة للجميع ، وهى وجود أكثر من لاعب محترف من خارج القرية ضمن صفوف مركز شبابهم، مما دفع الجميع الي التساؤل حول جدوي تلك الظاهرة.
الكاتب الصحفي نشأت حمدي ، رئيس التحرير التنفيذي ، لموقع اتحاد شباب المصريين بالخارج ، طرح عدد من التساؤلات علي خبراء كرة الكرة وعدد من المنظمين في منطقة شمال الشرقية ، لنتعرف عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلي الإقبال الكبير من مراكز الشباب علي الاستعانة ، بلاعبين من خارج القرية التي يتبعها مركز الشباب ،وما هو النفع الذي يعود عليهم من ذلك .. وما هي الحلول لمواجهة تلك الظاهرة ؟
وعلي الرغم من أن تكالب مراكز الشباب ، علي الاستعانة باللاعبين المحترفين أدي الي ارتفاع فاتورة هؤلاء اللاعبين حيث أصبح الطلب عليهم كبير جدا ، مما جعل البعض منهم يطلب ١٠٠٠ جنيه ، في المباراة الواحدة ، وهذة ليست المشكلة الأساسية فكل موهبة من حقها أن تحصل علي القيمة التي تناسبها ، حتي لو كانت تلعب في دورات مراكز الشباب ، ولكن المشكلة الحقيقة في ارتفاع فاتورة اللاعبين المحترفين ، مما يشكل عبء مالي علي الجميع ، وعدم تكافؤ الفرص بين المتنافسين .
وكانت البداية للتعرف علي آراء خبراء كرة القدم ومنظمي البطولات ، حول تلك الظاهرة ، مع الكابتن الكبير طارق العمدة ، أسطورة القضاة في عصرها الذهبي ورئيس مجلس إدارة مركز الشباب ، حيث أكد أن تلك الظاهرة تحتاج إلي وقفة من جميع مراكز الشباب ، ويجب أن يجلس الجميع علي طاولة واحدة سويا، ويتم الاتفاق على تطبيق نظام على الجميع فى كل الدورات .
وأكد أن الحل الامثل أن تضم قائمة كل فريق علي 2 لاعبين أو ثلاثة أكثر من خارج البلد ، علي أن يتم تسجيل هؤلاء اللاعبين في قائمة البطولة التي يلعبون بها ولا يجوز أن يتم تغييرها طول الموسم و هو ما يجب أن يطبق على الجميع الدورات .
فيما أكد الكابتن عصام خليفة ، رئيس مجلس إدارة مركز شباب المشاعلة ، واحد اساطير كرة القدم في محافظة الشرقية ، أنه أول من ينادي بضرورة وقف تلك الظاهرة التي ستقضي علي الناشئين في بعض مراكز الشباب ، لافتا إلي أن المشاعلة غنية بأبنائها اللاعبين وهذا ما ظهر للجميع العام الماضي ،عندما فاز فريقنا ببطولة الصداقة التي أقيمت في تلراك العام الماضي والتي اقتصرت علي مشاركة ابناء القرى المشاركة فقط .
وأوضح خليفة ، أنه أول من سيطبق في بطولة المشاعلة قرار الاكتفاء بمشاركة اثنين لاعبين فقط من خارج مركز الشباب ، وذلك في حال اتفق جميع منظمي الدورات علي ذلك ، مؤكد أنه ضد منع اللاعبين المحترفين جميعهم ، ولكن يؤيد تواجد اثنين محترفين علي الأكثر حتي يكون هناك متعة في المنافسات .
من جانبه أكد الكابتن سلطان حسين ، نائب رئيس مجلس إدارة مركز شباب اولاد صقر ، أنه أول من نادي بضرورة القضاء علي ظاهرة اللاعبين المحترفين ، ولازال حتي الآن ينادي بذلك ، خاصة أن مراكز الشباب الغير قادرة علي تحمل نفقات اللاعبين المحترفين ، لن تستطيع المنافسة في أي بطولة .
وأكد سلطان حسين ، أنه سيدعو لاجتماع يشارك فيه جميع مراكز الشباب ، للوصول إلي حل لتلك الظاهرة التي أفقدت الجماهير الانتماء لبلادها بسبب وجود لاعبين لا يمثلون قريتهم.
اما مقدم المبارايات الرياضية الكابتن نبيل فرج ، وأحد خبراء كرة القدم في الأقاليم ، انتقد بشدة تفشي ظاهرة اللاعبين المحترفين في دورات مراكز الشباب ،مؤكدا أن هذه الظاهرة سبب في دمار الأجيال القادمة بسبب عدم مشاركتهم في اللقاءات، مما يؤدي إلى عزوف هؤلاء الشباب عن المشاركات من الأساس وبالتالي البعد عن الرياضة.
وأكد أن تلك الظاهرة لها أبعاد أخرى حيث سيشعر اللاعبين المستبعدين بالسخط الشديد علي مركز شباب قريتهم ، مما يولد حالة من عدم الانتماء لقريته ووطنه ، مشددا علي أنه لن يخشى في الحق لومة لائم وسأظل أؤكد بأن عدم مشاركة ابناء القرية يفقد روح الإنتماء للقرية ، وهو الأساس في الانتماء للوطن
.
واشار فرج الي أن وجود منتخبات في بطولات مراكز الشباب ، يمنع تكافؤ الفرص وهو ما يتطلب الاتحاد للوصول إلي حل يحد من تلك الظاهرة ،وان يكون اللعب بالبطاقة لضمان عدم مشاركة أحد من خارج القرية .
فيما دافع الكابتن محمد الشوادفي ، أحد الأعمدة الرئيسية المشرفة علي فريق ابو حمودة ، أنه من الظلم منع قرى لايوجد بها لاعبين من المشاركة في البطولات ، خاصة قرية مثل ابو حمودة كان فيها بدلا من الفريق ثلاث فرق ،ولكن مع الوقت تحولت القرية الي قرية تجارية ، وأصبح الشاب يترك كرة القدم للسفر إلي الخارج .
مشددا علي أن ابو حمودة لم ترتكب جرم بوجود لاعبين محترفين ، لأننا نحتاج ما لايقل عن ثلاث سنوات حتى يكون الناشئين الحاليين قادرين علي المشاركة في البطولات ، لافتا إلي أن كرة القدم خلقت للتعارف والمنافسة بين الجميع ، وأن الظروف التي دفعت شباب القرية واللاعبين المميزين بها للسفر كانت السبب الرئيسي ، في استقدام عدد من اللاعبين المحترفين.
وفي السياق ذاته قال الكابتن محمد عبداللطيف ، أبرز نجوم ابو حريز في عصرها الذهبي ، أن ظاهرة اللاعبين المحترفين ،اصبحت أمر مقزز وجعل مراكز الشباب التي تمتلك أموال تتغلب علي مراكز شباب لها تاريخ كبير ، وهو ما يمثل جرس انذار ، خاصة أن بعض مراكز الشباب ومنها ابو حريز تخشي الاشتراك في دورات وخصوصا العام الحالي حيث أن معظم اللاعبين غير متواجدين ولو اشتركنا بالناشىين وخسرنا باسكور كبير من اي بلد فلن يرحمنا أحد ، خاصة أن الناس لها الظاهر ولن يعرفوا أن هناك محترفين في الفرق التي فازت علينا .
ودعا عبداللطيف الي ضرورة ، عقد اجتماع اجتماع مع منظمي الدورات وعمل شروط تنفذ علي الكل، ويكون الشرط الأهم بأنه يمنع لعب اكتر من اتنين مثلاً من خارج البلد، وان يكون التسجيل بالبطاقة .
من جانبه قال الكابتن امير سيد احمد المدير الفني لفريق ابن العاص وواحد من افضل مدربين الاقاليم ، أنه يرى أن من تسبب في تغيير قواعد اللعبة وجود فرق في دورات مراكز الشباب تضم لاعبين جميعهم محترفين ، وهو ما فرض علي مراكز الشباب الاستعانة بلاعيين من خارج مركز الشباب حتي يكون هناك تكافؤ فرص خاصة أن مراكز الشباب جميعها تعاني من عملية احلال وتجديد .
وأوضح المدير الفني لفريق ابن العاص أنه يرحب بوضع قواعد تتضمن الاستعانة للاعبين علي الأكثر ، مؤكدا أن فريقه حصل علي المركز الثاني في بطولة تلراك التي اشترطت أن يكون جميع اللاعبين من القرية المشاركة وتمت البطولة بين فرق علي مستوي ٤ مراكز وهي كفر صقر واولاد صقر وأبو كبير وفاقوس.
فيما أكد الكابتن سعيد خاطر ، أحد أكبر منظمي البطولات وواحد من نجوم كرة القدم ، أنه يجب عدم الاستعانه باى لاعب من الخاج ،او أن يتم الاتفاق علي الاستعانة بلاعب واحد فقط من خارج البلد ،حني يكون هناك مجال لظهور لاعبين جيدين فى عزب او قرى تابعة لمراكز الشباب .
وأشار الي إلغاء استقطاب اللاعبين المحترفين ، سيمنح وجوه شابه للظهور كي تدافع عن اسم بلدهم افضل من استقطاب لاعب بياخد فلوس دون انتماء، مؤكدا ضرورة عقد اجتماع في اقرب فرصة عقب انتهاء الموسم الصيفي للاتفاق علي قواعد عامة للحد من تلك الظاهرة .
فيما أكد حاوي الملاعب نجم شيط الهوي ، الكابتن محمود منصور ، أن الاستعانه بالمحترفين ظاهره غريبه علي ملاعبنا ، ستؤدى الي دفن مواهب كتيره من ابناء مراكز الشباب،. هو ما يتطلب وقفه لمحو هذا السرطان ف ملاعبن .
وأوضح الحلواني ، أن الحل الانسب اننا نتفق لمنع تلك الظاهره ف دوراتنا وملاعبنا، قائلا :”الفريق اللى معندوش عدد لاعيبه ميشتركش ويحترم نفسه وبلده”.
فيما أكد الكابتن محمود سيسو ، مدافع القضاة الصلب وواحد من نجوم التنظيم في بطولة القضاة، أنه يرى أن هناك بطولات كبيرة لا ينفع منع فرق المحترفين فيها ، خاصة أن هؤلاء اللاعبين يعطون البطولات مذاق خاص .
وأكد سيسو أن بطولة القضاة حققت نجاحات كبيرة بوجود منتخبات المحترفين فيها ، خاصة أنه يقدمون كرة جميلة يستمتع بها جماهير القضاة العاشقة لكرة القدم .
فيما أكد الكابتن نبيل عثمان ، أحد نجوم التنظيم في مركز شباب شيط الهوى ، أن ظاهره اللاعبين المحترفين ظاهرة مشينة ، ستقضي علي اجيال وعلي تاريخ بلاد عديدة ،لانها أصبحت مشكله كبيره وهؤلاء اللاعبين أصبحوا يتعاملوا مع مراكز الشباب بمنطق السبوبه.
وسخر من بعض اللاعبين الذين يتركون بلدهم عندما يكون عندهم مباراة مهمة ، وتجدهم يلعبون مع بلد أخرى بسبب الفلوس ،مشددا علي تطبيق اللعب بالبطاقة للجميع مع السماح باستقدام 2لاعبين من خارج بلدهم حتي نرضي جميع الاطراف.
يأتي ذلك في الوقت الذي أكد فيه الكابتن محسن الديب ، أبرز منظمي بطولة ابو الشقوق رفضه التام الاستعانة بلاعبين من خارج القرية إلا في الضروره القصوي ،بحد اقصي اتنين لاعبين ويتم التعامل بالبطاقه الشخصيه لكل لاعب .
وأكد أن الاقتراح بوجود اثنين لاعبين ، من الخارج فقط وباقي اللاعبين ممثلين بالبطاقة سيطبق في بطولة ابو الشوق العام المقبل ،مؤكدا في الوقت ذاته علي ضرورة اتفاق كل البلاد المنظمه للدورات علي تلك الشروط وان يكون هناك مراقب يطلع علي البطاقات الشخصيه كل مباراة.