كتب: عبده المهدى

أعلنت شركة “ماجنوم العقارية”، التابعة للمجموعة الصناعية السعودية “روابي القابضة”، أنها تخطط للبدء في بناء ناطحة سحاب تضم 50 طابقاً في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، وذلك في بداية العام المقبل.

والمشروع، الذي تصل تكلفته إلى مليار دولار، يُعد الأول من نوعه في مصر، حيث سيعتمد بالكامل على الطاقة المولدة من الهيدروجين النظيف.

كما يعكس هذا المشروع الطموح رهان الشركة على العاصمة الإدارية الجديدة، التي تُبنى من الصفر في صحراء شرق القاهرة وتستهدف استيعاب أكثر من ستة ملايين نسمة.

وتسعى الشركة من خلال هذا البرج الإداري الفريد إلى جذب الشركات الدولية إلى المدينة الجديدة، التي شهدت مؤخراً انتقال الوزارات الحكومية إليها، رغم أن السكان لا يزالون قلة، والبنية التحتية ما زالت في طور التشييد، بما في ذلك خطوط القطارات.

والمشروع يأتي في إطار رؤية مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة الخضراء، على الرغم من التحديات التي تواجه الهيدروجين النظيف، الذي لم يثبت فعاليته بعد على نطاق واسع.

وتخطط “ماجنوم” للبدء قريباً في تصميم “برج فوربس العالمي” بالتفصيل، مع هدف الانتهاء من البناء بحلول عام 2030.

واشترت “ماجنوم” الأرض اللازمة للمشروع في عام 2021 داخل منطقة الأعمال بالعاصمة الإدارية، وتعتزم لاحقاً بناء برجين شقيقين في دبي والرياض.

وفي هذا السياق، صرح كريم ديهوم، المدير التنفيذي للمشاريع في الشركة، بأن المشروع سيقدم فرصاً استثمارية متميزة للمستأجرين والمشترين والمستثمرين، عبر توفير مرافق وتسهيلات إدارية متطورة في المنطقة.

والعاصمة الإدارية الجديدة تمثل المشروع الأبرز في سلسلة المشاريع الضخمة التي يتبناها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والتي رغم مساهمتها في تطوير البنية التحتية، إلا أنها أضافت عبئاً مالياً كبيراً على البلاد، حيث أسهمت في زيادة الديون واستهلاك النقد الأجنبي، ما دفع الحكومة للحد من الاستثمار العام تحت ضغوط صندوق النقد الدولي.

وعلى الرغم من ذلك، يرى المستثمرون فرصاً كبيرة في مصر بفضل موقعها الاستراتيجي وقوتها العاملة الكبيرة، إلا أن التحديات الاقتصادية المتعلقة بسوء الإدارة وضعف الإنتاجية لا تزال قائمة.

ما يميز المشروع أيضاً هو التكلفة المرتفعة غير المعتادة في مصر، حيث تصل تكلفة البرج الواحد إلى مليار دولار، مقارنة بتكلفة باقي حي المال والأعمال الذي تبنيه شركة صينية بتكلفة إجمالية تُقدر بنحو ثلاثة مليارات دولار.

وقد تم تصميم البرج بالتعاون مع مجموعة فوربس الإعلامية وشركة “أدريان سميث وجوردون جيل” للهندسة المعمارية من شيكاغو.

كما سيضم البرج أنظمة أمان سيبراني متقدمة، مصعدين فائقي السرعة لكبار الشخصيات، ومهبطاً لطائرات الهليكوبتر.

كما سيعتمد على تقنيات مبتكرة لتوليد الطاقة، حيث ستوفر الألواح الشمسية المثبتة على واجهته 25% من احتياجاته الكهربائية، بينما سيُولد الجزء الباقي باستخدام الهيدروجين النظيف، الذي سيتم نقله إلى المبنى في صورة سائلة.

وتسعى الشركة لتقليل الاعتماد على المرافق العامة، وهو ما يعزز الاستدامة ويحمي من انقطاعات التيار الكهربائي المتكررة في مصر بسبب نقص الغاز الطبيعي.

وأوضح أحمد قاسم، كبير مسؤولي الاستثمار في “ماجنوم”، أن تمويل المشروع سيتم من خلال أدوات دين مختلفة، وأن المجموعة لا تزال تدرس إمكانية الاحتفاظ بالملكية الكاملة للبرج.