إتقان العمل ويقظة الضمير هم سبيل النهضة لأى مجتمع يطمح فى تحقيق أهدافه، ليست أهداف التنمية فقط بل الوصول إلى حالة من الرضا على مستوى التعامل سواء عند إنجاز عمل فى أى مؤسسة حكومية أو المعاملات اليومية التى تتم بين الأشخاص فى كل المجالات ولا نغفل تعامل المواطن فى إطار كونه شخص مسئول داخل الدولة.. مسئول فى التعامل مع التوجيهات والقوانين التى تحافظ على أبسط الأمور حتى أعظمها أهمية، بداية من الحرص على الالتزام بالمظهر العام للشارع مرورا بالحفاظ على المال العام وحفظ الأمن .
لكن واقع الماضى والحاضر يلفت إنتباهنا إلى أن هناك البعض من المواطنين تضرب بذلك عرض الحائط فلا حضور للضمير ولا التزام بالقوانين.
نجد المتكاسل فى أداء وظيفته وربما يصل به الحال لأن يسلك طرق غير شرعية لتمرير معاملات غير قانونية لبعض المواطنين.
نجد من يتفنن فى سلب المال العام فلا جودة ولا دقة فى تنفيذ ما يسند لهم من مهام التشييد أو التوريد ما يؤثر على جودة الخدمة المقدمة رغم توفير الميزانية المطلوبة من الدولة لتقديم وتنفيذ الخدمة بأعلى معايير السلامة والجودة.. أما على مستوى المعاملات اليومية بين المواطنين فنجد هناك من يجعل الأمور مبنية على المراوغة والغش والطموح لتحقيق الربح بأى شكل كان.
الأخلاق والسلوكيات العامة الكل يجب أن تتساوى لدي المواطن والمسئول كل هذه الأمور نتاجها معاناة وسخط يعبر عنه المواطن لما يلمسه من سوء الحال.. وأحيانا هو المسئول عن ذلك.. ما لا يدركه ولا ينتبه إليه المواطن أن تلك السلبيات التى لا تخفى على أحد فى كل نواحى الحياة هى بالطبيعى بما كسبت أيدينا وأن المجتمع شريك فما قد تصل اليه الأمور كى ..فلو طبق الجميع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته لو طبقنا كذلك قوله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه .. ما وصل بنا الحال لهذا المستوى .. إن المواطن يلقى بكل المسئولية واللوم على الدولة غير مدرك أن الدولة وضعت القوانين ووفرت الادوات التى من شأنها وبها تستقيم الأمور فقط نحتاج إلى الالتزام وأن يتحمل كل مسئوليته.
لكى نصل لحالة الرضا نحتاج من كل مواطن أن يتعامل فى كل امور حياته بما يحب أن يعامل هو سواء فى المعاملات بين المواطنين وبعضهم أو حتى فى تعاملهم مع مؤسسات الدولة فلينظر كل منا لمقدرات الدولة بنفس نظرته لملكيته الخاصة وإن إضراره بها سيعود عليه بالضرر .. الجميع يأمل فى مستوى راقي فى جميع القطاعات لكن ليسأل كل منا نفسه هل أدى كل منا ما عليه كما يجب.
مفهوم الدولة لا يختصر فقط فى رئيس أو مسئول كبير يرى كل مواطن أنه يجب عليه أن يوفر له سبل الراحة فى كل شئ .. بل إن كل مواطن يمثل مفصل هام من مفاصل الدولة إذا أخل كل مواطن بنظم وقوانين الدولة ولم يراعى ضميره فى كل كبيرة وصغيرة أصبحت الدولة كالجسد الهزيل الذى ضرب مفاصله الوهن والمرض ونكون كلنا مسئولين عن ذلك.. ورغم وجود نسبة كبيرة تراعى الالتزام لكن هناك نسبة موجوده تتصف اخلاقها بالعشوائية والسلبية.
وفى النهاية الوضع العام هو إنعكاس لمدى جدية وإلتزام بل والأهم أخلاق كل فرد من أفراد المجتمع .. {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}
فلنستقيم يرحمنا الله …


