رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الأربعاء 17 ديسمبر 2025

Search
Close this search box.

الأربعاء 17 ديسمبر 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

الريف المصرى من الإنتاج إلى الاحتياج

كتب- عمر النسيري

عاصرنا حتى نهاية التسعينات من القرن الماضى ما كانت عليه قرى مصر حيث نسبة كبيرة عملها الأساسى هو الزراعة والبيت الريفى البسيط فى ظاهره .. الغنى فى حقيقته .. حتى بدأت عجلة الحداثة الزائفة فتغير كل شئ .. وبعد أن كانت الأسر الريفية أسر منتجة فالبيت مجهز من بداية  ادوات إنتاج الخبز والذى يعتمد على ما   تنتجه الأرض من محاصيل  مرورا بالثروة الحيوانية التى تنتج اللحوم والالبان والثروة الداجنة فجأة تحولت البيوت الريفية إلى مبانى صماء يعتمد ساكنيها فى الغذاء على كل ما هو مصنع وتحول إستثمار الوقت فى الإنتاج إلى قضاءه فى مشاهدة المسلسلات التركى والهندى وتصفح مواقع الانترنت .. وتحول مجهود هذه الطاقة البشرية من الإنتاج إلى توجهها لمشاريع ترفيهية وإستهلاكية لم نكن نراها فى القرى  .. فكانت الخسارة فادحة إقتصاديا على مستوى الناتج القومى وعلى مستوى الأسر التى كان إنتاجها يغنيها ويحقق لها الاكتفاء الذاتى ويخفف عن كاهلها ضغوط غلاء المعيشة بل وتحقيق ربح من بيع الفائض بالمدن ..

 

لكن واقع اليوم يتمثل أيضا فى هجرة الغالبية العظمى من شباب الريف للعمل خارج البلاد وذلك لتقلص الرقعة الزراعية فى الوادى والزيادة فى الايدى العاملة فى نفس الوقت فى ظل تجاهل تام لسنوات لمحاولة تفادى هذه الفجوة من خلال الحفاظ على الارض الزراعية والتوسع فى إستصلاح الأراضى وعمل نماذج مشابهة للريف المصرى ودعم الاستثمار فى الزراعة بما يحقق عائد مجدى يشجع المواطن على العمل فى هذا القطاع  ..

 

الريف يمثل نسبة كبيرة جدا من تعداد مصر فكيف تستغل هذه القوة البشرية لتعود إلى سابق عهدها ثروة داعمة لعجلة الإقتصاد خاصة على مستوى الإنتاج فى القطاع الزراعى والإنتاج الحيواني والغذائى بصفة عامة ؟

 

لنسأل أنفسنا سؤال بسيط ..العديد من الشباب يسافرون للعمل فى الخارج ومنهم الكثير يعمل فى مجال الزراعة والإنتاج الحيواني  فى نفس الوقت الذى يعزفون فيه عن العمل فى نفس المجال فى بلدهم لماذا ؟ حيث أن هذا الأمر يعطى إنطباع أن المشكلة ليست فى المبدأ ولكن فى المردود والنتائج وفى وجود تسهيلات ومرونة فى ممارسة العمل من عدمه إذا فليكن للدولة وقفة وخطة واسعة وبعيدة المدى للتوسع أكثر وأكثر فى إستصلاح الأراضى الزراعية تستهدف الأسر لا لتستحوذ عليها الشركات ويظل المواطن أجير بمبلغ لا يكفى قوت يومه من خلال  تقسيمها لمساحات ذات عائد مجدى للأسرة وإلحاق كل قطعة بمنزل ريفى يجمع بين التطور مع الحفاظ على أساسيات ممارسة الحياة الإنتاجية للأسرة فى باقى القطاعات التى تقوم على الزراعة  مع توفير مقومات الزراعة الحديثة بدأ من الإرشاد الزراعى وتوفير مستلزمات ذات جودة عالية بأسعار مقبولة للحصول على  منتج سليم وعائد مناسب مع فتح آفاق التصدير والذى يعود بالنفع على المواطن وعلى الدخل العام للدولة من خلال توفير العملة الصعبة .. ولتكن هذه المساحات ملحق بها خدمات عامة من مدارس ومستشفيات وغيرها وبهذا نكون حصلنا على مجتمع عمرانى منتج وعلى درجة عالية من الحداثة والتنظيم بما يتناسب مع طبيعة مجتمعنا  خارج الوادى الضيق …

 

أعتقد أن هذا الطرح وربما أفضل منه ليس ببعيد عن فكر أصحاب القرار ولكن المؤكد أننا نختاج للتنفيذ ..