يصادف اليوم الذكرى السنوية لميلاد عملاق الأدب العربي نجيب محفوظ، الذي ولد في هذا اليوم عام 1911، لم يكن محفوظ مجرد روائي، بل كان أيقونة أدبية استطاعت كلماته أن تتحول إلى مشاهد نابضة بالحياة، لتُخلَّد أعماله على الشاشة الفضية كواحدة من أبرز كلاسيكيات السينما المصرية والعربية.
التحق نجيب محفوظ، بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.
انضم محفوظ إلى، السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً بـ وزارة الأوقاف (1938 – 1945)، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954.
وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية، وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، وكان آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما (1966 – 1971)، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.
وكتب نجيب محفوظ، منذ بداية الأربعينيات واستمر حتى 2004، حيث تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها ثيمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم.
ومن أشهر أعماله: الثلاثية، وأولاد حارتنا التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب، بينما يُصنف أدب محفوظ باعتباره أدباً واقعياً، فإن مواضيع وجودية تظهر فيه، ولذلك محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون.
يذكر أن، قد أعربت جامعة القاهرة عن بالغ فخرها واعتزازها باختيار الأديب العالمي الكبير نجيب محفوظ شخصية العام في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026،بمناسبة عشرين عاما على رحيله، مؤكدة أن هذا التكريم المستحق يأتي تقديرًا لمسيرة أحد أبرز رموز الأدب والفكر والإبداع في مصر والعالم، وأحد أبناء جامعة القاهرة المخلصين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخها الثقافي والإنساني.
أكدت جامعة القاهرة، أن الأديب العالمي نجيب محفوظ سيبقى نموذجًا ملهمًا لخريجي جامعة القاهرة في الجمع بين الفكر والإبداع والروح الوطنية، حيث شكّل إنتاجه الأدبي انعكاسًا عميقًا للهوية المصرية، وقدم من خلال رواياته رؤية إنسانية خالدة جعلته أول أديب عربي يفوز بجائزة نوبل في الأدب، ليُرفع اسم مصر عاليًا في المحافل الدولية.
وتفخر الجامعة، بأن تكون مهدًا لرحلة نجيب محفوظ العلمية والفكرية، حيث تخرج في كلية الآداب – قسم الفلسفة عام 1934، ومنها انطلق إلى عالم الفكر والإبداع الذي صنع منه أحد أعظم روائيي القرن العشرين، مؤكدًا أن اختياره شخصية العام بمعرض القاهرة الدولي للكتاب هو تكريم لقيم التنوير التي تجسدها جامعة القاهرة منذ تأسيسها وحتى اليوم.
تخليد اسم الأديب العالمي نجيب محفوظ
كانت جامعة القاهرة، سبّاقة في تخليد اسم الأديب العالمي نجيب محفوظ من خلال إطلاق جائزة “نجيب محفوظ للإبداع الأدبي” ضمن مبادراتها الثقافية لدعم الإبداع والتميز الفكري، وهي الجائزة التي تأتي امتدادًا لدور الجامعة في رعاية المواهب وتقدير رموز الفكر المصري.
جدير بالذكر أن، ستشارك جامعة القاهرة، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، من خلال عدد من الأنشطة الثقافية والفكرية التي تُحيي ذكرى الأديب العالمي الكبير، وتتضمن ندوات ولقاءات تستعرض مسيرته الأدبية وفلسفته الإنسانية.

وتُبرز الجامعة، إسهاماته في تطوير الوعي الثقافي والمجتمعي، وذلك في إطار دورها التاريخي في رعاية الفكر والإبداع وترسيخ قيم التنوير التي حمل رايتها نجيب محفوظ طيلة حياته.