حوار- السيد الشورى

صناعة الحلويات فن يتطلب دقة وإبداع، حيث يمزج الحلواني بين المكونات التقليدية واللمسات الفنية لصنع حلويات تجذب العين، وفي طنطا عاصمة الحلويات بمصر، تنتشر المئات من مصانع ومحلات الحلويات، كل منهم يزعم أنه “الأصل”، لكن في الشارع كانت الأغلبية تشير إلى عنوان واحد وهو “الفرخ”،  لذلك كان لنا حوارا مع الحاج إبراهيم الفرخ أو كما يسمى ” معلم السلامة” أو “شيخ الحلواني”، حيث أكد في حواره أن مهنة الحلواني، ليست مجرد صانعة بل هي جزء من التراث والهوية المصرية، مؤكدا أن الحفاظ على مهنة الحلواني هو الحفاظ على جزء من الهوية المصرية، لذلك يحرص على الحفاظ عليها والحفاظ على الطعم الأصيل عبر نقل خبراته لأجيال جديدة من الصناعية.

وأشار ” الفرخ”، إلى أنه ورث المهنة وحب الصنعة من والده، الذي علمه” سر الصنعة”، وأوصاه  بأن النجاح لا يأتى إلا بالإخلاص في العمل وأن يراعى ضميره فيما يقدمه للناس، مضيفا أن القصة بدأت منذ ما يقرب من ثمانية عقود، خرج اسم الفرخ من قلب طنطا ليصبح أحد أعلام صناعة الحلويات الشرقية في مصر، إذ بدأت الرحلة من محل بسيط ومصنع صغير أسسه والده، لتتحول عبر الزمن إلى علامة تجارية تحافظ على أصالتها وجودتها حتى اليوم.. وإلى نص الحوار.

● بداية الحكاية.. كيف بدأ مشوار “الفرخ”؟

البداية كانت من أيام والدي رحمه الله، من حوالي 70 أو 80 سنة، حيث كانت المهنة بالنسبة له حياة يومية، وشغف قبل أن تكون مصدر رزق.. ورثت منه مصنعًا ومحلاً صغيرين، لكن ما ورثته الأهم كان حب الصنعة وسرّ المهنة.. اشتغلنا في الحلاوة الناشفة والحلاوة الطحينية والحمصية، وهي أشهر منتجات طنطا التي تُعد عاصمة الحلويات في مصر.. ومع الوقت أصبح اسم “الفرخ” علامة معروفة في هذه الأصناف، ومازلنا حتى اليوم مشهورين بها، بالإضافة للبسبوسة والهريسة وغيرها.

● كيف أصبح “الفرخ” علمًا من أعلام الغربية؟

الناس عرفتنا لأننا حافظنا على شيء لم يعد موجودًا كثيرًا، وهي جودة ممتازة ونظافة حقيقية وسعر في متناول الجميع.. وده هو سرّ النجاح.. فالخامة لو مش نمرة واحد الشغل كله يبوظ.. وده مبدأ والدي اللي لسه شايف إنه أهم من أي تطوير.. بجانب كده أنا متواجد في الشغل بنفسي، واقف قدام خط الإنتاج ومتابع كل خطوة.. الخبرة والضمير هما اللي بيصنعوا اسم يستمر 80 سنة.

● ما أبرز الإنجازات التي حققتموها في الفترة الأخيرة؟

قدرنا نتوسع ونفتح فروع كتير، منها فرع الإسكندرية، وفروع تانية في طنطا وعند الاستاد وفي المنصورة.. وكمان أنشأنا براند جديد تابع لينا اسمه “بونبون Bonbon”، وده جزء من خطتنا للتنوع ومخاطبة فئات أكتر.

● هل هناك خطط للتوسع خارج مصر؟

نعم، وأسعى لذلك فعلاً وبكل حب.. عندنا النية والرغبة إن اسم الفرخ يخرج برا، وإن شاء الله يتحقق قريب.

● ماذا عن التريندات والابتكارات في الحلويات؟

مش كل التريندات تنجح، ومش كل حاجة تبقى مظبوطة أو تنول إعجاب الجمهور. إحنا بنحب نطوّر، بس من غير ما نضيع الهوية..وعندنا صنف محدش يقدر يعمل زيه حلوى “وش الحلة” ده اختراع خاص بينا، حاول كتير يقلدوه بس ما حدش وصل لـ “سرّ الصنعة”.

وبرضه بنشتغل على التطوير في الحلويات شرقية، والغربية، شوكولاتة، آيس كريم، عصائر.. كل الجديد بنقدمه لكن بخامتنا وطريقتنا.

● يقال عنكم “شيخ الصنعة”.. ما تعليقك؟

ده لقب غالي علينا، لأنه دليل على إتقان الصنعة اللي ورثناها عن والدنا من أكتر من 8 عقود.. زمان ماكانش فيه معدات، كله كان شغل يدوي، وده علمنا قيمة الحرفة. اللقب مسؤولية قبل ما يكون شرف.

● كيف حافظتم على النجاح طوال هذه السنوات؟

أبي ماورثّنيش مصنع ورّثني سرّ المهنة.. وده اللي حافظ على نجاحنا.. أنا لحد النهاردة بشتغل بإيدي وبراجع كل التفاصيل، فالنجاح الحقيقي محتاج تعب ومتابعة وضمير.. وإحنا للأسف ناس كتير بتقلدنا، أي منتج جديد نعمله يتقلد فورًا.. لكن النجاح مش بالتقليد.. النجاح بالإبداع والإصرار.

● نصيحتك للمستهلكين عند شراء الحلويات؟

يشتروا من أصحاب المهنة الحقيقيين. اللي عنده ضمير وخبرة. لأن الحلويات مش مجرد طعم… دي صحة وجودة وثقة، واحذروا من شراء الحلويات من مصانع مجهولة أو مصنعة في “بير السلم”.

● كلمة أخيرة؟

الضمير هو أساس النجاح.. ومراعاة ربنا في التعاملات قبل الشغل هو اللي بيخلي البركة تستمر.. وأقول لكل شاب: اشتغل وتعب وما تبصش للي في إيد حد.. التقليد مش طريق للنجاح، لكن الإبداع هو اللي بيصنع اسم يعيش 80 سنة.. ويمكن أكتر.