تفقدت الدكتورة رانيا المشاط – وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد علاء فاروق – وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، والدكتور أسامة الأزهري – وزير الأوقاف، والدكتور خالد مبارك – محافظ جنوب سيناء، واللواء مهندس ناصر فوزي – رئيس المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة التابع لمجلس الوزراء، محطة بحوث جنوب سيناء التابعة لمركز بحوث الصحراء، وذلك بحضور عدد من قيادات الوزارات الثلاثة، والباحثين والمسئولين التنفيذيين بالمحافظة، في إطار جهود الدولة لدعم البحث العلمي والتوسع في التنمية الزراعية المتكاملة في المناطق الصحراوية.
وخلال الزيارة استعرض الدكتور حسام شوقي – رئيس مركز بحوث الصحراء، أهمية محطة بحوث جنوب سيناء، التي تعد من أحدث المحطات البحثية التابعة للمركز بحوث الصحراء، حيث أنشئت بهدف خدمة المجتمع السيناوي من خلال إجراء البحوث التطبيقية في مجالات المياه والزراعة والإنتاج الحيواني، بما يتناسب مع طبيعة البيئة الجافة والموارد المحدودة في المنطقة، كما تمثل نموذجًا للمحطات المتكاملة التي تربط البحث العلمي بالتطبيق الميداني لخدمة التنمية المستدامة في سيناء، حيث تضم محطة بحوث جنوب سيناء عدة قطاعات بحثية متخصصة تعمل بتكامل من أجل خدمة التنمية الشاملة في المحافظة، من أبرزها: قطاع تحلية ومعالجة المياه، قطاع الإنتاج الحيواني والداجني، قطاع الإنتاج النباتي.
وافتتح الوزراء الثلاثة ومحافظ جنوب سيناء، مركز التميز المصري لأبحاث تحلية المياه، والذي يُعد منصة بحثية متقدمة لدراسة حلول مبتكرة لتحلية المياه الجوفية والمالحة باستخدام الطاقة الشمسية، وتطوير أنظمة متكاملة لتحقيق مبدأ انعدام التصريف السائل، كما يهدف إلى دعم توجه الدولة نحو تعظيم الاستفادة من الموارد المائية وتوطين تكنولوجيا التحلية في مصر بما يخدم المناطق الصحراوية والزراعية الجديدة.
وشهدت الزيارة أيضًا افتتاح البنك الإقليمي للجينات، والذي يعد من المكونات الاستراتيجية للمحطة، ويختص بجمع وحفظ وتوثيق الموارد الوراثية النباتية والحيوانية الفريدة في بيئة سيناء، فضلًا عن الحفاظ على التنوع البيولوجي المصري وتوفير المادة الوراثية اللازمة لبرامج التحسين الوراثي المستقبلية، بما يعزز الأمن الغذائي على المدى الطويل.
وخلال الزيارة، أكدت وزيرة التخطيط، الأولوية الكبيرة التي توليها الدولة لتنمية شبه جزيرة سيناء، من خلال مشروعات تنموية متعددة ورؤية واضحة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي للنهوض بتلك البقعة الغالية من أرض مصر، وذلك بالتوسع في المشروعات في قطاعات متعددة خاصة البنية التحتية، والتنمية الزراعية، ومعالجة وتحلية المياه، والتعليم، والتنمية السياحية وغيرها من المجالات.
من جهته، أكد وزير الزراعة، أن محطة بحوث جنوب سيناء تمثل صرحًا علميًّا متكاملًا لدعم التنمية المستدامة في سيناء، مشيرًا إلى أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتعزيز دور البحث العلمي التطبيقي لخدمة المجتمعات المحلية ورفع كفاءة استغلال الموارد الطبيعية.
وأضاف أن افتتاح مركز التميز لتحلية المياه والبنك الإقليمي للجينات يأتي ضمن خطة وطنية طموحة لربط الأبحاث العلمية بالاحتياجات الفعلية للمجتمع، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة التنمية الزراعية والمائية في مصر، لافتًا إلى أنه بذلك تمثل محطة بحوث جنوب سيناء نموذجًا مضيئًا لتكامل البحث العلمي مع التنمية الميدانية، ورسالة واضحة بأن العلم هو الطريق نحو تنمية سيناء وتحقيق الأمن الغذائي والمائي لمصر.
وصرح وزير الأوقاف بأن ما شاهده يُعد جهدًا متميزا في مجال حفظ الموارد الوراثية النباتية وتنمية البحوث الزراعية في المناطق الصحراوية، مؤكدًا أن هذا المشروع يعكس رؤية الدولة المصرية في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، ويمثل نموذجًا لتكامل الجهود بين مؤسسات الدولة لخدمة الوطن والمواطن؛ وبما يحقق أهداف العناية بالإنسان المصري وبناء الحضارة.
وأكد الوزير أهمية التعاون بين المؤسسات الوطنية في مجالات التنمية والبحث العلمي والتوعية المجتمعية، بما يسهم في بناء الوعي وتعزيز ثقافة العمل والإنتاج، دعمًا لمسيرة التقدم التي تشهدها الجمهورية الجديدة بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.
من جهته، أكد محافظ جنوب سيناء أن افتتاح عدد من المشروعات البحثية والتنموية الجديدة يأتي في إطار تنفيذ استراتيجية الحكومة للتنمية المستدامة بالمحافظة، التي تضع في أولوياتها تحقيق التكامل بين البحث العلمي والتطبيق الميداني لخدمة أبناء سيناء.
وأشار المحافظ إلى أن ما تشهده مدينة رأس سدر من توسعات في محطة بحوث جنوب سيناء، إلى جانب إنشاء البنك الإقليمي للجينات النباتية بسيناء، يعكس توجه الدولة نحو تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية، ودعم الزراعة الذكية في المناطق الصحراوية وحفظ الانواع النادرة من النباتات بما يواكب متطلبات الأمن الغذائي وتحديات التغير المناخي.