بقلم د/ ولاء إسماعيل
السعادة رزق من عند الله، مثلها مثل الرضا بما كُتب لنا، والصبر على الابتلاءات، والقدرة على التأقلم مع تفاصيل الحياة. كل ذلك رزق.
حتى الصبر نفسه رزق؛ أن تُبتلى بمصيبة ولا تدري كم ستظل ملازمًا لها، ثم يرزقك الله بالقدرة على تحملها وانتظار الفرج، فهذا أعظم أنواع الرزق.
الرزق لا يعني المال فقط؛ بل هو كل ما يُطمئن القلب ويُسكن النفس. قد يرزقك الله بفرح يعوض صبرك الطويل، أو يرسل لك سعادة لم تكن تتوقعها، أو يمنحك من يقف بجوارك ويكون لك أمانًا وسندًا.
كل شيء في حياتنا مُرتب بتقدير الله عز وجل. نحن نظن أننا نرتب حياتنا، لكن الحقيقة أن الله هو من يرتبها لنا بحكمته ولطفه. يوزع الأرزاق بعدله، ويعوض كل من رضي وصبر بما يليق به، ويمنحه ما يُريحه وما كان يفتقده.
وقد يكون الفقد في حياتنا درسًا، لكنه لا يمنع الأمل. من يحيا راضيًا رغم ما ينقصه، يرزقه الله في النهاية بما تمنى، ويعوضه خيرًا مما فقد.
وحين تأتيك السعادة يومًا ما، تمسك بها ولا تتركها. تذكّر دائمًا أن بعد كل ضيق فرج، وبعد كل صبر فرح، مهما طال الزمن. فما حُرمت منه اليوم من رزق: مال، أو ولد، أو بنت، أو أي نعمة، فإن عدل الله يقتضي أن يعوضك عنها في الوقت الذي يراه خيرًا لك.
فالله سبحانه وتعالى اسمه العدل، وعدله يقتضي أن يُنصف كل قلب صابر، ويرزقه من حيث لا يحتسب.
صباح التفاؤل 🌸
د/ ولاء إسماعيل