كتب- المستشار محمد علوان 

في زمنٍ تهاوت فيه كيانات، وانطفأت فيه أضواء دولٍ كانت تتصدر المشهد، وقفت مصر شامخة، كأنها نخلة في صحراء، تضرب بجذورها في عمق التاريخ وتمتد بأغصانها نحو الأمل.

(عقد ونصف من الصبر والإيمان)

— قرابة الخمس عشرة سنة من الحروب النفسية، وحروب الجيل الرابع والخامس، والاستنزاف المتعمد لمقدرات الأمم… تظل مصر، بفضل من الله، ثم برجاحة قيادتها ويقظة رجالها وشعبها صامدة، حيث عبرت ما كان كفيلًا بإسقاط دول بأكملها. ظلّت واقفة، كما عهدناها، تستمد قوتها من حضارة عمرها سبعة آلاف عام، ومن شعب لا يعرف الانكسار.

(مرحلة التحول: لا مجال للانتظار)

— رغم ما تحقق من ثبات وصمود، فإن الطموح لا يعرف الاكتفاء. مصر اليوم بحاجة لخطوة جريئة، نقلة نوعية من الاقتصاد القائم على الاستيراد، إلى اقتصاد صناعي إنتاجي، يعتمد على سواعد أبنائها ويزدهر بمنتجاتهم. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى:

– استراتيجية تصنيع شاملة، تغطي الداخل وتفيض نحو التصدير.

– حصار اختياري على الواردات لمدة ٤ إلى ٥ سنوات، إلا للضرورة القصوى.

– تسويق ذكي للفائض المحلي بأسلوب مبتكر يدخل الأسواق العالمية عبر منافذ مدروسة ومؤشرات أداء واقعية (KPIs).

– استعادة الهوية الإنتاجية المصرية التي طالما كانت مصدر فخر وريادة.

(الرقمنة والحَوْكمة: سلاح التطوير الحقيقي)

— لن يُكتب للنهضة الاقتصادية النجاح، ما لم تُواكبها نهضة إدارية رقمية، تجعل من كل عملية داخل المؤسسات عملية ذكية، شفافة، قابلة للقياس والتحسين، وذلك من خلال:

– تفعيل الهوية الرقمية للمواطن والمنشأة.

– أتمتة الخدمات والعقود والمؤسسات بأكملها.

– إتاحة البيانات والتحليلات بلحظة واحدة، بلمسة زر واحدة، لصانع القرار.

كلمة إلى القائد صاحب القرار …

يا قائد مصر… نحن لا نطلب المستحيل، بل نقرأ الواقع بعيون وطنية، ونرسم ملامح مستقبل أبنائنا بأدوات الحاضر، ولدينا اليقين أن مصر حين تعتمد على نفسها، تُبهِر العالم وتُدهش الخصوم.

حفظ الله مصر…حفظ الله الوطن.