أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن الإعلان عن إبرام هدنة بين طهران وإسرائيل ودخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ خلال الساعات الماضية، يمثل بصيص أمل لتهدئة الأوضاع في المنطقة بعد ليلة دامية شهدت تصعيداً غير مسبوق، لافتًا إلى أن التطورات الأخيرة كادت أن تدفع المنطقة إلى هاوية حرب شاملة، خاصة أن ليلة أمس والتي تفتحت خلالها عدة جبهات للقتال، ووصل الأمر إلى استهداف طهران للقواعد الأمريكية في قطر، مما أدى إلى إغلاق المجال الجوي في الخليج، وهو مؤشر خطير على مدى اتساع دائرة الصراع، فإن إقرار الهدنة يمثل ضرورة قصوى لوقف نزيف الدم والحفاظ على ما تبقى من استقرار.
وأضاف “أبو الفتوح”، أن التزام الطرفين بالهدنة يوفر فرصة لالتقاط الأنفاس وتقييم الموقف، لكنها لا تحل الأسباب الجذرية للصراع، فالمنطقة ما زالت على صفيح ساخن، والمطلوب ليس مجرد هدنة مؤقتة بل حلول سياسية شاملة ومستدامة تضمن أمن وسلامة جميع شعوب المنطقة، وهذا لن يتحقق باستمرار غطرسة الكيان الصهيوني المحتل وجرائمه التي لن يسجلها التاريخ إزاء المدنيين والأطفال، والتي تتم تحت مظلة الغرب وفي مقدمتها واشنطن .
وانتقد عضو مجلس الشيوخ، الدور الأمريكي في تأجيج الصراع، مشيراً إلى أن السياسات الأمريكية المتقلبة، وتجاهلها لمطالب شعوب المنطقة، ودعمها غير المشروط لأطراف على حساب أخرى، ساهم بشكل مباشر في تأجيج الصراع ودفعه نحو هذه المرحلة الخطيرة، فكان على الجانب الأمريكي أن يلعب دور الوسيط النزيه، لا أن يكون طرفاً فاعلاً في تأجيج النيران، قائلاً: “لا يمكن إغفال حقيقة أن جرائم بنيامين نتنياهو وسياساته المتطرفة خلال العامين الماضيين، من خلال استمرار الاحتلال والتوسع الاستيطاني والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين، قد قادت المنطقة بأسرها إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات”.
وأوضح الدكتور جمال أبو الفتوح، أن ما حدث بالأمس لم يكن بمعزل عن تراكمات هذه السياسات العدوانية، لذا آن الأوان للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويلجم هذا التطرف الذي يهدد السلم والأمن الدوليين، مطالباً بتحرك دولي فاعل لضمان استمرار الهدنة وتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار، والبدء في عملية سياسية جادة تعالج جذور الصراع، وتحقق العدالة لشعب فلسطين، وتضمن أمن واستقرار كافة دول المنطقة بعيداً عن سياسات التصعيد.