رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الأربعاء 18 يونيو 2025

Search
Close this search box.

الأربعاء 18 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

حب الله.. وحب الوطن

بقلم: عيسى جاد الكريم

حب الله، ذلك الحب الذي يجعلنا نشعر بالسعادة في الدنيا، وهو طريقنا إلى جنته في الآخرة. حب الله هو الدافع القوي الذي يدفعنا للتأمل في خلقه والاستمتاع بملكوته.

حب الله هو الذي يجعلنا نودع أعزاءنا وأحباءنا للقبور صابرين محتسبين بقضاء الله وقدره.. حب الله هو الذي يمنحنا قوة التحمل والصبر على ما نُبتلى به من أمراض، نحن أو أحباؤنا، فنصبر ونشكر الله على نعمه ومنحه وعطاياه. إنه الله، الإله القادر المانح.

حب الله الذي يجري في عروقنا، فعلى الرغم من كل ذنوبنا، ولكن حب الله سيعصمنا بمشيئته ومحبته لنا من النار.

نعم، حبنا لله سيعصمنا من النار، كما عصمنا في الدنيا من الانتحار. فلولا حبنا لله الذي تمتلئ به قلوبنا، ما استطعنا العيش في هذه #الدنيا بحروبها المشتعلة، ولا بشرور من يعيشون على وجهها. لولا حبنا لله الذي يمنحنا #القوة من عنده، ما تحملنا برد الشتاء ولا حر الصيف، ولا إرهاق العمل، ولا زحام القاهرة، ولا تلوث الجو. حب الله هو الذي يجعلنا نصبر على كل قسوة تقابلنا من صديق أو قريب أو حبيب.

حب الله هو الذي يجعلنا نستمتع بلحظات الحياة التي منحنا إياها، نستمتع بها حتى وإن كانت لا تدوم إلا لحظات..حب الله هو الذي يمنحنا الابتسامة والضحكة والرحمة والصفح والتسامح. كيف لا نحب الله وهو الذي يمنحنا نعمة النوم، يميتنا ويحيينا كل يوم؟ إنه الإله الخالق، مانح الحياة.

حب الله هو الذي يجعلنا نشعر بالسعادة ونحن نتأمل في خلقه وإبداعه وصنعه في الأرض وفي السماء. إنه الإله الذي يستحق أن نقر له بالوحدانية و العبادة، وتسجد وجوهنا له، وتسبح ألسنتنا بحمده.

حب الله هو الذي يجعلنا نحب الوطن؛ فحب الوطن من حب الله. حب الوطن هو الذي يجعلنا نضحي بدمائنا فداءً له، وحب وطننا مصر، الذي هو من حب الله، هو الذي يجعل الجندي يحرس حدودها في لهيب حر الصيف وفي برد الشتاء القارس، دون كلل أو ملل، يطيع الأوامر وينفذ ما يوكل إليه من مهام. حب الله والوطن هو الذي يجعل الجندي يقدم روحه دون خوف منتظرًا للشهادة. حب الوطن هو الذي يجعلنا نحمي ترابها وأرضها، نحمي سماءها وبحارها، ونحمي كل ذرة تراب فيها.

حب الله والوطن هما اللذان يجعلان إخوة وأصدقاء وآباء وأمهات يقدمون أبناءهم شهداء، راضين خاضعين، يودعونهم بنفوس راضية وقلوب مطمئنة. فحب الوطن الذي يجري في العروق يلامس شغاف القلب. إنها السعادة تغلف القلب عند خدمة هذا الوطن وخدمة أهله.

وكيف لا نحب مصر وطننا التي قال عنها رسولنا الكريم، فيما يُروى عنه من أحاديث شريفة عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، في خطبة له قالها في أهل مصر، روى الحديث المرفوع في وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأهل مصر خيرًا، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ سَيَفْتَحُ عَلَيْكُمْ بَعْدِى مِصْرَ، فَاسْتَوْصُوا بِقِبْطِهَا خَيْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مِنْهُمْ صِهْرًا وَذِمَّةً».

وأسند أيضًا الحديث المرفوع في فضل #جند_مصر عن #عمر_بن_الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «إِذَا فَتَحَ عَلَيْكُمْ مِصْرَ؛ فَاتَّخِذُوا فِيهَا جُنْدًا كَثِيفًا؛ فَذَلِكَ الْجُنْدُ خَيْرُ أَجْنَادِ الْأَرْضِ»، فقال أبو بكر الصدّيق رضي الله عنه: “ولِمَ يا رسول الله؟” قال: «لِأَنَّهُمْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ فِى رِبَاطٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ».

كيف لا نحب مصر التي تجلى على أرضها الله سبحانه وتعالى، ووُلد فيها نبي الله موسى، ومر فيها نبي الله عيسى، وتزوج من نسائها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ودُفن في أرضها صحابته الكرام رضوان الله عليهم، ويجري على أرضها نهر من أنهار الجنة؟

نشهد الله أننا نحبه ونحب وطننا فيا رب، أحبنا أضعاف أضعاف ما نحبك، وامنحنا حبك وحب من يحبك، وأعنا على كل عمل يقربنا إلى حبك.. يا رب، أنا عبدك عيسى جاد الكريم، أقولها وأنا راضٍ بكل ما تمنحنا إياه، في الشدة والرخاء، في الضيق وسعة العطاء. أحبك يا ربي