رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الثلاثاء 17 يونيو 2025

Search
Close this search box.

الثلاثاء 17 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

فلسطين.. الأرض التي لا تغادر أهلها  

بقلم المستشار محمد علوان

 

الطين الذي خطّت عليه الأقدام أولى قصص الحياة لا يزال يشهد على أصحاب الأرض.

فلسطين ليست مجرد بقعة على خارطة، بل ذاكرة محفورة في وجدان شعبها، لا ينفصل عنها مهما اشتدت العواصف، ومهما تكسّرت الأسوار من حوله.

على هذه الأرض التي يُدافع عنها شعبٌ مؤمن بارتباطه بها، يتجلى التناقض المرير بين الفلسطينيين الذين يحتضنون تراب الوطن بكل جوارحهم، وبين الإسرائيليين الذين يرفضون البقاء وسلطاتهم تمنع من السفر للخارج وتحبسهم داخل الانفاق … رغم ادعاء الكيان الصهيوني القوة العسكرية، والتي كشفت الأحداث هشاشتها أمام ضربات لم تكن في حساباتهم.

القبة الحديدية التي ظلت رمزًا لهيمنة عسكرية زائفة لم تصمد إلا بدعم أمريكي مستمر، ومع أولى الضربات الحقيقية، بان ضعفها، ولولا هذه المساندة لكان المشهد مختلفًا تمامًا.

 

الشعب الفلسطيني.. بين الوطنية والمؤامرات

الشعب الفلسطيني لم يكن بحاجة إلى شعارات فارغة أو تحركات مشبوهة ليتمسك بوطنه، لأن الأرض كانت صوتهم الذي لا يلين.

لم يكن خيار البقاء قرارًا يُملى عليهم، بل إرادة تنبع من وجدانهم، يدركون أن الغياب يعني طمس الرواية، وانطفاء الحكاية.

ورغم وحشية الاحتلال، يدرك الفلسطينيون أن قضيتهم لا تُرتهن لمصالح الفصائل المتنازعة أو لأجندات تُفرض عليهم من الخارج. قافلة الصمود التي تُدار من خلف الكواليس ليست انعكاسًا لرغبة وطنية صادقة، بل هي محاولة لاستغلال معاناة الناس ودفعهم إلى مسارات تخدم أجندات بعيدة عن جوهر القضية.

لهذا كان الموقف المصري واضحًا وحاسمًا: “لا للتهجير”، لأنه يدرك أن الأرض بلا شعب تصبح أطلالًا، وأن الصمود فوق الركام، مهما اشتد الألم، هو المعنى الحقيقي للاستمرار.

 

المعركة الحقيقية.. بين الارتباط بالأرض والخداع السياسي…بين من يعانق أرضه حتى النهاية، ومن يسعى لفرض رؤى لا تخدم إلا مصالحه الخاصة، يبقى الجوهر واضحًا؛ فلسطين ليست ساحة لمساومات سياسية، بل هوية ترفض أن تُمحى، وأرض تأبى أن تصبح مجرد ذكرى.