أكد الدكتور ناصر مندور رئيس جامعة قناة السويس، أن الجامعة تولي تعمل على دعم المناهج التي تدمج البعد الإنساني بالتكوين الأكاديمي للطالب، مشيرًا إلى أن كلية الطب كانت رائدة في هذا المجال من خلال إدراج مادة “تاريخ الطب” منذ سنوات، وهو التوجه الذي تطور في ظل اللائحة الجديدة ليشمل منهج “الإنسانيات” كجزء أساسي من العملية التعليمية، بهدف تخريج طبيب مثقف، إنساني، وقادر على فهم السياق التاريخي والأخلاقي لمهنته.
ومن جانبه، أشاد الدكتور محمد عبد النعيم، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، بتجربة “اليوم الفني لتاريخ الطب” التي احتضنتها كلية الطب لطلاب الفرقة الثالثة، موضحًا أن هذه الفعالية تمثل نموذجًا ملهمًا لتعزيز التعلم التفاعلي والإبداعي، وتُعد خطوة نوعية في تطوير أساليب تدريس العلوم الطبية عبر ربطها بالثقافة والتاريخ.
اليوم الفني لتاريخ الطب بجامعة قناة السويس
في السياق ذاته، عبّر الدكتور أحمد أنور، عميد كلية الطب، عن فخره بما قدمه الطلاب من مشاريع فنية ومحتوى علمي مُبتكر، مؤكدًا أن الكلية تسعى باستمرار إلى بناء شخصية طلابها بشكل متكامل، يجمع بين المهارة الطبية والقدرة على التفكير النقدي والربط الحضاري بين الماضي والحاضر، وهو ما تجسد بوضوح خلال فعاليات اليوم.
وأشارت الدكتورة رانيا مصطفى، وكيل الكلية لشئون التعليم والطلاب، إلى أن تنظيم هذا اليوم يأتي تتويجًا لجهود مكثفة بذلتها الكلية لتقديم مادة تاريخ الطب والإنسانيات بأساليب تعليمية حديثة، تتضمن التفاعل والمشاركة الطلابية، لافته إلى أن الأجواء الحماسية والتفاعل الكبير من قبل الطلاب يعكس مدى نجاح التجربة وضرورة تكرارها بشكل دوري.
وقد شارك في الإشراف على هذا الحدث كل من الدكتور علاء أبو ستة، أستاذ السمعيات بالكلية وأول مُقرر تدريس مادة تاريخ الطب والإنسانيات، والدكتورة مها العباسي، والدكتورة إيمان كليب، مقرر المرحلة الثانية، والدكتورة شيماء شحاتة، مقرر المجموعة التعليمية للمادة ومقرر الفرقة الثالثة، حيث أتيحت للطلاب فرصة التعبير عن فهمهم للتاريخ الطبي من خلال عروض فنية وفيديوهات تعليمية إبداعية.
وتنوعت المشاركات الطلابية لتشمل عروضًا توعوية تناولت محطات بارزة في تطور أخلاقيات البحث العلمي والتجارب على البشر، إلى جانب فيديوهات سلطت الضوء على سيرة علماء الطب القدماء والإنجازات الطبية في حضارات متعددة، بأساليب بصرية حديثة وأفكار غير تقليدية.
وفي ختام اليوم، تم تكريم أفضل ثلاثة عروض فنية، وأفضل ثلاثة فيديوهات تعليمية وتوعوية، وسط أجواء من الاحتفاء والتقدير لإبداع الطلاب، الذين جسدوا بفنهم ومعارفهم عمق ارتباط الطب بالثقافة والضمير الإنساني.
وقد أوصى القائمون على الحدث بضرورة تكرار هذه الفعالية سنويًا لما لها من دور كبير في ترسيخ المعلومة وتحفيز الإبداع، مع التوسع في إشراك فرق دراسية أخرى في الأعوام القادمة.