بقلم / د. نهى علوان
رغم المسافات التي تفصلنا عن تراب الوطن، إلا أن قلوبنا معلّقة بمصر، تتابع أنفاسها وتخشى عليها كما تخشى الأم على طفلها.
نحن في الغربة لا نعيش على هامش الأحداث، بل نحمل الوطن في تفاصيل يومنا، في دعائنا، في قلقنا، وفي لهفتنا على كل خبر وكل شائعة وكل رجاء.
لسنا بعيدين كما يظن البعض، بل نحن في قلب المشهد… نبكي إذا بكت مصر، ونقلق إذا اهتزت، ونفخر حين تصمد.
في هذه الأيام، تضج قلوبنا بالخوف والحب، بالخوف من أن يمسّ الوطن سوء، وبالحب الذي لا يعرف حدودًا ولا مسافات.
نُصلي في غربتنا، وعيوننا على شاشات الهواتف ترقب خبراً مطمئناً، أو دعوة موحدة، أو يدًا تمتد نحو الوطن بالدعم لا بالكلام فقط.
ربما لا نستطيع أن نكون على الأرض الآن، لكننا في السماء دعاء، وفي القلوب ولاء، وفي المواقف شرف.
نقف صفًا واحدًا خلف قيادتنا، لأن مصر أغلى من أن نتركها وحدها، وأعظم من أن نفرّط في حقها.
نحن عظيمات مصر في الخارج، نحملها على الرموش، نكتب اسمها في قلوب أبنائنا، ونورث حبها جيلاً بعد جيل.
فلتعلم مصر، أن لها في الخارج جيشًا من النساء لا يقلّ حُبًا وولاءً عن من يقفن على أرضها.