في كل بقعة من بقاع الأرض، تجد مصريًا يحمل الوطن في قلبه، ويعكس صورته في سلوكه، ويبذل كل جهد ليكون امتدادًا حقيقيًا لثقافتنا وقيمنا. المصريون بالخارج ليسوا مجرد جاليات مغتربة، بل هم قوة ناعمة لا يُستهان بها، وثروة بشرية عظيمة، وشركاء فاعلون في بناء المستقبل.
لقد أصبح دور المصريين في الخارج أكثر تأثيرًا من أي وقت مضى، سواء على المستوى الاقتصادي بتحويلاتهم المالية التي تمثل أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، أو على المستوى السياسي والاجتماعي عبر مشاركتهم في القضايا الوطنية، ودعمهم المستمر للدولة المصرية في مواجهة التحديات.
ورغم هذا الدور الوطني المشهود، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه أبناء الجاليات المصرية بالخارج، منها ما يتعلق بربط الأجيال الجديدة بهويتهم الثقافية، ومنها ما يخص التمثيل السياسي والخدمي المناسب لهم، أو تسهيل الإجراءات القنصلية والقانونية، أو دعم استثماراتهم ومشروعاتهم داخل مصر.
من هذا المنطلق، تزداد أهمية وجود آليات تواصل فعالة بين الدولة وأبنائها في الخارج، تضمن لهم صوتًا مسموعًا واحتياجات مدروسة، لا بد من وضع سياسات عامة تواكب تطلعاتهم وتستثمر في قدراتهم، وتمنحهم فرصة حقيقية للمشاركة في القضايا الوطنية، باعتبارهم جزءًا أصيلًا من النسيج المصري في الداخل والخارج.
ختامًا، أؤمن أن المصري بالخارج لا يقل وطنية عن أي مواطن داخل الوطن، بل ربما يحمل أضعاف الحنين والمسؤولية، ولهذا يستحق أن يُنصت لصوته، وأن يُفتح أمامه الباب للمشاركة الحقيقية في صناعة السياسات وبناء المستقبل