في الغربة، يصبح الحنين جزءًا لا يفارقنا، يسكن القلب كصوتٍ خافت لا يصمت.
نشتاق إلى الأماكن، إلى الوجوه، إلى الحياة كما عرفناها ذات يوم.
الحنين في الغربة ليس مجرد تذكّر… بل هو وطن كامل نحمله في صدورنا، لكنه لا يسعنا.
تشعر المرأة المغتربة بهذا الحنين أكثر من غيرها.
فهي التي تسمع صوت أمها في التفاصيل، وترى شوارع حيّها القديم في ضوء الغروب.
تشتاق إلى “لمّة الجمعة”، إلى ضحكة الأخت، إلى صخب الباعة في السوق، إلى بساطة الوجود حيث لا تحتاج لتفسير هويتك.
لكنه – ويا للمفارقة – حنين موجع.
أحياناً يتسلل في لحظات الفرح، حين تضحكين مع أبنائك… وتبكين داخلك لأن أمك لم تشهد هذا الفرح.
أحياناً يزورك في الصمت، عندما تحاولين أن تكوني قوية، ولكن صورة واحدة قديمة على هاتفك تكفي لنسف هذا التماسك.
الحنين لا يُعالَج بالنسيان، بل يُحتوى بالاعتراف.
قولي لنفسكِ: “نعم، أشتاق… ولكنني اخترت أن أكون هنا من أجل حلم، من أجل مستقبل، من أجل عائلتي.”
لا تخجلي من دموع الشوق، ولا تضغطي على قلبك ليتناسى.
افتحي نوافذ التعبير: اكتبي، تحدّثي، تواصلي مع من يشبهونك، واصنعي وطنًا صغيرًا حيث أنتِ… وطنًا من الودّ، والدفء، والمعنى.
لا تجعلي الحنين قيدًا، بل اجعليه جسرًا. اقلبي الوجع إلى حكايات تُروى لأبنائك، وصِلي الحاضر بالماضي… فالوطن لا يغيب عن من تحمله في قلبها.