رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الجمعة 13 يونيو 2025

Search
Close this search box.

الجمعة 13 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

طارق الإمبابي يكتب: قصة من الغربة

ظل حبيسا بين أربعة جدران لا يخرج ولا يعود يتذكر الوعود والعهود فكلها صارت “فنكوش”،  ظل يفكر كيف كان يبني في خياله أسطورة الحب الأخير التي سوف تمحي ماضيه الحزين.. فصار حزنه حزنين والألم ألمين والجرح جرحين.. كل شيء في حياته القادمة صار اثنين.. آلام مضاعفة وخيانة مضاعفة.. جروح أضعاف وأضعاف ما ذاقه من حبه القديم.

قد كان يتخيل أنه وجد ضالته وجد من لا تعرف الخيانة.. وجد الحب الحقيقي الذي لا يبحث عن المادة والدنيا.. حب من أجل الحب عطاء بلا حدود وفاء لا محدود حب ليس له وجود.. وجد ضالته وجد كل مراده من الدنيا، اعتقد أن الدنيا ضحكت له وابتسمت من جديد، بعد أن كان يلملم أغراضه ويجهز أكفانه منتظرا لحظة وداعه.. فإذا بها تظهر في حياته تؤمن به وبقدراته فتعطيه الأمل في حياة تعوضه عن ماضي خذله وتنكر له.. وبدأ يعود للحياة وهو لازال غير مصدقا، أن الحياة عادت له من جديد مع إنسان كان يتمناه من بعيد وبدأ يعود ثم يعود.. وبدأت حياته تزدهر من جديد.. فعاد يكتب ويكتب وبدأت تشجعه حتي عاد سيرته الأولي.. لا بل تخطاها بمزيد من التوهج الإعلامي والثقافي. بل زاد سطوعه في جميع أنحاء بلده وتخطي الحدود إلي الدول العربية المجاورة.. فقد كان يملك مواهب كثيره دفنها حبه واهتمامه بأسرته وأولاده فنسي نفسه وعاش من أجلهم، ولكن في لحظه وجد أنه لم يكن يعني شيئا لهم فانهارت كل معتقداته وقناعاته من هذه المرأه التي كانت تعيش معه.. من هذه؟.. هل كان مخدوعا كل هذه السنوات.. ولم يكن يعرفها.. بحث في سيرته معها فلم يجد بينهما ما يستحق أن تحمل له كل هذا النكران والكراهية ونسيان العشرة.. لم يجد غير أنها كانت تعيش معه بلا حب بلا تعلق أو اهتمام، كان يربطها معه رخاء الحال والسعادة اللحظية.. حتي انهار كل شيء عندما انهار اقتصاد العالم وكان واحد ممن تأثروا بتغير الأحوال فلم تستطع أن تتحمل عثرته.. فتخلت عنه وهربت منه ومن الحياة معه.. حتي عاد من جديد أقوي وأفضل وأكبر ..وتذكر مواهبه فاهتم بها وبرع فيها.. والتقي بمن أعادته للحياة من جديد و ظل يتذكر تلك الأحداث وهو لا يدري إن كان علي قيد الحياة أم أنه في غيبوبة الموت.. فقد كان يترنح في جنبات غرفته التي لم يفارقها منذ أن خانته وأغلقت كل شبكات التواصل بينها وبينه بلا سبب أو رحمة..

هكذا هي دائما أنثي غريبة الأطوار تبكي بلا سبب وتضحك بلا سبب تملأ حياته بهجه في الوقت الذي كانت مظلمة وفي ظل توهج حياته بنورها الساطع اختفت تماما بلا سبب حتي أظلمت الدنيا في عينه وأغلق كل أنوار منزله واعتزل الدنيا.. لم يعد يأكل ويشرب إلا ما يعينه فقط علي البقاء حيا أطلق لحيته وشعره وصار إنسان آخر غير الذي كانوا يتغنون بجمال طلته وأناقته.. ذبلت فيه كل أوراق الحياة وتبدلت كلها بأشواك الحزن ووداع الحياة.. حتي أن جميع أصدقائه وأهله افتقدوه وبدأ يبحثون عنه، حيث أنه لم يعد يستعمل هاتفه لا يرد علي أحد ..حتي توقف الهاتف عن النطق تماما فلم يعد يهتم بشحنه فلم يعد يهتم بأحد يتصل به مهما كان..و قرر أن يعود سيرته الأولى يجهز نفسه ويستعد لاستقبال النهاية في هدووووء..