فجأة عاد زيزو للزمالك بعد غياب تام استمر 25 يومًا.. لم يتدرب فيها مع الفريق، ولم يتحدث مع مسئول ورفض المثول للتحقيق.. والمفترض أن أى لاعب عائد بعد فترة غياب، سواء كان لديه مشكلة أو إصابة أو حتى لظروف خاصة، أن تجمعه جلسة مع المستشار القانوني للنادي أو مع مسئول ليتعرف منه عن أسباب هذا الغياب.
عاد زيزو ودخل النادي وسط مجموعة من الأصدقاء، وجميعهم ليسوا من الأعضاء يحملون كاميرات تصوير التقطت الكثير من الصور، وسجلت عددًا من الفيديوهات للاعب أثناء الدخول والتدريب.. ومثلما دخل زيزو من أبواب النادي خرج مرة أخرى وكأن شيئًا لم يحدث.
أبواب الزمالك المفتوحة التي سمحت لزيزو بالدخول، دون قيود أو حساب، هي نفسها التي سمحت للكثيرين للتحدث باسم الزمالك دون قيود.. فأحدثت تخبطًا إداريًا وإعلاميًا غير مسبوق.. وتسببت فى إثارة المشكلات والأزمات والجدل بين الجمهور، على خلفية من التضارب فى البيانات الصادرة عن مجلس الإدارة فى كثير من الملفات؛ سواء فيما يتعلق بفريق الكرة أو الجهاز الفني أو مستقبل بعض اللاعبين أو حتى الأمور المالية.. الأمر الذي بات يثير تساؤلات كثيرة حول مدى التنسيق داخل المنظومة البيضاء، ومدى قدرة الإدارة الحالية على احتواء الأزمات المتتالية والسيطرة على الأمور داخل النادي والفريق.
في يوم واحد وقع مسئولو الزمالك في خطأين غاية في الغرابة.. الأول يخص العقوبة.. التي وقّعها اتحاد الكرة بحرمان الفريق من الجمهور في مباراتين متتاليتين على خلفية السباب الجماعي ضد الحكم الدولي أمين عمر.. الذي أدار مباراة الفريق أمام المصري.. والثاني حول واقعة عودة زيزو للتدريبات مع الفريق.. في الواقعة الأولى أصدر الزمالك بيانًا للرد على اتحاد الكرة شهد قمة التناقض ما بين الاعتراف بالخطأ ورفض العقوبة.. فمسئولو الزمالك خلال بيانهم لم ينكروا فعل السباب الجماعي من الجمهور.. لكنهم في نفس الوقت لم ترضهم عقوبة اتحاد الكرة بالحرمان من الجمهور..
وأعتقد أن الصمت كان أفضل لمسئولي الزمالك من إصدار بيان يمثل إدانة وليس تبريرًا لواقعة مشينة لقلة من الجمهور.. وفى واقعة زيزو ثبت أن هناك عشوائية في إدارة الأمور داخل النادي.. فكيف للاعب يتغيب عن التدريبات كل هذه المدة التي قاربت على شهر كامل.. وعندما يعود للنادي يُسمح له بالتدريبات.. حتى ولو بشكل منفرد دون أن يخضع للتحقيق بمعرفة الشئون القانونية أو على الأقل يتم إخطاره رسميًا بموعد التحقيق..
الغريب في الأمر أن وصول زيزو إلى مقر النادي أحدث حالة من الارتباك وسوء تصرف من الجميع.. وكان الشغل الشاغل للجميع هو عدم التعرض للاعب والخوف من اتهام مسئولي النادي بالتعدي عليه ومنعه من الدخول.. خاصة بعد واقعة تكسير صورة زيزو وإزالتها من الملعب بتوجيه من أحد الأعضاء.. وهو الموقف الذي أصبح مستندًا في يد اللاعب ضد مجلس الإدارة.. وحوّل الدفة لمصلحته متهمًا النادي بالتحريض ضده والتعدي عليه.
نقلا عن الأهرام الرياضي
أزمة زيزو في الزمالك كشفت عن سوء في مستوى الإدارة، وحالة الانقسام بين الأعضاء الذين تحولوا إلى جبهات تحاول كل منها إفشال الجبهة الأخرى، حتى ولو على أنقاض الفريق ومنافسته على البطولات.. وهو الأمر الذي كان وراء فشل التجديد للاعب أو على الأقل بيعة ضمن عدد كبير من العروض الخليجية.. التي كانت كفيلة بسداد ديون الفريق، وشراء عدد من الصفقات تسد العجز في عدد من المراكز داخل الفريق.. فلم يتم التجديد للاعب ولم يتم بيعه والاستفادة من المقابل المادى.. ورحل زيزو إلى الأهلي في صفقة انتقال مباشر من ميت عقبة إلى الجزيرة في واقعة لم تحدث منذ انتقال رضا عبدالعال للمنافس التقليدي في التسعينيات.