يجتمع كل عام ما لا يقل عن 2 مليون حاج من شتي بقاع الأرض لتأدية الركن الخامس من أركان الإسلام، ويُعدّ ذبح الأضاحي من أهم شعائر مناسك الحج، فبعد انتهاء حجاج بيت الله الحرام من رمي جمرة العقبة الكبرى، يحين موعد ذبح الأضحية، ويمتد هذا الوقت حتى غروب اليوم الثالث من أيام التشريق، ويكون الذبح في مِنى أو مكة، لكن هناك سؤال يراود الكثير وهو أين يذهب هذا الكم الكبير من الأضاحي التي يتم ذبحها في موسم الحج؟.

أحد أهم مناسك الحج، أنّ كل حاج يكون ملزمًا بتقديم أضحية، ومع وجود نحو2 مليون حاج، فمن المتوقع أن تكون أعداد الأضاحي بهذا الكم أيضا، إذ يشكل توزيع الأضاحي في موسم الحج جزءًا من العديد من الأعمال الخيرية التي تقوم بها المؤسسات الخيرية في السعودية، وتوزع اللحوم على فقراء الحرم المكي، ويخزّن الباقي منها من أجل إرساله إلى الدول الإسلامية الفقيرة، وفي حال وجود كارثة في إحدى الدول الإسلامية، يكون لها نصيب من تلك اللحوم.

يشتري الحاج الأضحية عبر مشروع ذبح الأضاحي، وبمجرد خصم مبلغ الأضحية من حسابه، وتأكيد استلامه في حساب المشروع أو حصوله على ما يُثبت دفع ثمن الأضحية، يكون الحاج بذلك قد منح توكيلا للمشروع لأداء نسك الذبح نيابةً عنه.

ومن الممكن للحاج التوجه إلى المجازر المفتوحة، ويشتري سندا بعدد الأضاحي التي يريد ذبحها، كما يمكنه الذبح بنفسه بعد تأكد المسئولين من توافق الأضحية مع الشروط، وتتولى بعد ذلك إدارة المشروع إتمام سلخ وتنظيف الأضحية.

وتستمر عملية بيع الأضاحي حتى ظهر اليوم الثالث من أيام التشريق، وتُجرى عمليات الذبح في مجازر يعمل فيها جزارون وشرعيون وأطباء بيطريون، للتأكد من مطابقة الأضاحي للشروط الشرعية والصحية.