تحل علينا في كل عام ذكرى غالية، على قلوب المصريين، وهي ذكرى تحرير سيناء التي توافق يوم 25 أبريل، ويعد من أهم الأعياد الوطنية في مصر، حيث استُعادت فيه كامل أرض سيناء الحبيبة من الاحتلال الإسرائيلي، باستثناء مدينة طابا التي استُعيدت لاحقًا بالتحكيم الدولي في عام 1989،ويمثل هذا اليوم رمزًا للصمود والتضحية والانتصار للدبلوماسية والعسكرية المصرية.

احتلت إسرائيل شبه جزيرة سيناء بالكامل، بعد نكسة يونيو 1967، وبدأت مصر على الفور الإعداد لمعركة التحرير، فبدأت حرب الاستنزاف، وتلتها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، والتي كانت نقطة تحول استراتيجية في الصراع العربي الإسرائيلي، ومهدت الطريق للمفاوضات السياسية التي انتهت بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979 بين مصر وإسرائيل.

وبموجب اتفاقية السلام، بدأت إسرائيل في الانسحاب التدريجي من سيناء. وكان آخر جندي إسرائيلي قد انسحب في 25 أبريل 1982، حيث رُفِع العلم المصري على آخر نقطة من أرض سيناء، وهي مدينة رفح، وظلت طابا محل خلاف، حتى أُعيدت لمصر في 1989 بعد أن لجأت مصر للتحكيم الدولي وكسبت القضية.

ولم يكن تحرير سيناء، مجرد استرداد لأرض، بل هو استعادة للكرامة الوطنية، أثبتت مصر، من خلال هذا التحرير أنها قادرة على استرجاع حقوقها بالقوة حينًا، وبالدبلوماسية الحكيمة حينًا آخر، كما أن سيناء تمثل أهمية استراتيجية كبيرة لمصر على المستوى العسكري والاقتصادي.

يحتفل الشعب المصري بهذا اليوم، بعقد فعاليات وطنية وثقافية، وعروض عسكرية، وتكريم لأرواح الشهداء الذين ضحوا من أجل الأرض، كما تُقام ندوات تثقيفية في المدارس والجامعات لتعزيز روح الانتماء والوطنية لدى الأجيال الجديدة.

وتولي الدولة المصرية، اهتمامًا كبيرًا بتنمية شبه جزيرة سيناء، إدراكًا لأهميتها الاستراتيجية والجغرافية، فسيناء تمثل خط الدفاع الأول عن مصر من جهة الشرق، وتُعدّ منطقة فاصلة بين قارات العالم، ما يمنحها أهمية كبيرة في ميزان الأمن القومي المصري.

أطلقت الحكومة، العديد من المشروعات التنموية في سيناء بهدف تعميرها وتوفير حياة كريمة لأبنائها، منها:

– إنشاء وتطوير شبكة طرق وأنفاق تربط سيناء بالوادي والدلتا “مثل نفق الشهيد أحمد حمدي 2، ونفق 3 يوليو”.

– مشروعات زراعية واستصلاح الأراضي في وسط وشمال سيناء.

– تجمعات سكنية متكاملة لتوطين السكان وتوفير الخدمات.

– مشروعات صناعية ومناطق لوجستية لدعم الاقتصاد المحلي.

– تطوير المرافق الصحية والتعليمية في المدن والقرى.

تلعب سيناء دورًا حيويًا في حماية الأمن القومي، خاصة مع التحديات الأمنية التي ظهرت في السنوات الأخيرة، ولهذا، كثفت الدولة جهودها لمكافحة الإرهاب بالتوازي مع التنمية الشاملة، بهدف تجفيف منابع التطرف وتحقيق الاستقرار الدائم في المنطقة.

جدير بالذكر أن، تبقى ذكرى تحرير سيناء علامة فارقة في التاريخ المصري الحديث، تذكرنا دومًا بأهمية الوحدة الوطنية، وبدور الجيش المصري العظيم في حماية تراب الوطن، وهي مناسبة نستلهم منها معاني التضحية والوفاء والانتماء الحقيقي لمصر.