رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

السبت 19 أبريل 2025

Search
Close this search box.

السبت 19 أبريل 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

محمد رمضان.. الفن رسالة مش ضجيج مظهري

بقلم..مصطفى البلك

توقفت كثيرا أمام فيديوهات وصور الفنان محمد رمضان في حفله الأخير في مهرجان كوتشيلا الشهير بولاية كاليفورنيا ، حيث ظهر مرتديًا ثوبًا ذهبيًا وبنطلونًا أسود مع وشاح مزين برمز بـ”مفتاح الحياة” علي الظهر. هذه الإطلالة، التي وصفها البعض بـ”بدلة الرقص”، التي تغطت بضجيج المظاهر صرفت الانظار عن جوهر الابداع ، الذي يحمل في طياته هوية وثقافة وطموح الشعوب، ولا بد أن ندرك ويدرك رمضان أن الفن رسالة وليس ضجيج مظهري، يكون سببا في ضياع مضمون ما تقدمه من فن نختلف أو نتفق عليه.

اختلافي المتكرر مع محمد رمضان ليس شخصيًا وأتمني أن يعلم ذلك ، ودائما نقدي له في مقالاتي ينبع من إيماني بدور الفن في تعزيز الانتماء وتقديم القدوة. الفن ليس مجرد ترفيه، بل هو أداة لتشكيل الوعي وإلهام الأجيال وبناء شبابها، بموهبتك اللافتة، تمتلك القدرة على تقديم أعمال تترك أثرًا إيجابيًا في شباب مصر، لكن التركيز المفرط على إطلالات وتصرفات صادمة قد يُغطي على هذه الموهبة. وللأسف لا تستمع لجملتي التي أكررها لك دائما ناصحا “اهتم بفنك أكثر من اهتمامك بشكلك، خلي فنك هو التريند وليس شكلك”.

وليس معني أنك تشارك في مهرجان أمريكي “مهرجان كوتشيلا” ، يُعد واحدًا من أكبر المهرجانات الموسيقية في العالم، ويشارك فيه نخبة من نجوم البوب والروك والراب مثل ليدي جاجا وبوست مالون. ان تظهر بهذا الشكل الغريب الذي لا يعبر عن هويتنا من قريب او بعيد ، وليس كما قلت انه مستوحي من تماثيل ملوك الفراعنة وهو لايمت لتاريخنا الفرعوني باي شكل او صفة ، منذ اعلانك عن الحفل وانه حفل عالمي توقعت ان تعكس هويتنا بل هويتك المصرية بقوة والا تسعي لاثارة الجدل بملابس غير مالوفة وحولت لحظة الفخر برفعك العلم المصري الي حالة رفض من الجميع سببها سعيك لضجة الاطلالة والتريند بعيدا عن تقديمك فن غنائي حقيقي خاصة وان الاغنية الوطنية التي قدمتها حاجة حلوة، لم يحالفها الحظ بسبب الاطلالة غير الملائمة التي ظهرت بها ، وانتشارها علي نطاق واسع ، حتى بعض المواقع الإخبارية الإسرائيلية وصفتها بأنها “غير موفقة”، مما زاد من حدة الجدل أنا هنا مش بدبـ حك ولكن لك علي التوجيه لان كما قلت خلافي معك ليس شخصيا بل أساسه ايماني بموهبتك التي تحرص علي اتلافها عمدا بملابسك وتصرفاتك غير المسئولة تجاه نفسك أولا وجماهيرك وهويتك المصرية التي يجب ان تعمل من أجلها ومن أجل أن نفخر بكونك فنانا مصريا ، وإيماني بدور الفن في تعزيز الانتماء وتقديم القدوة ، وللاسف تحرص دائما علي الا تكون قدوة ومثل ولا تعزز الانتماء في نفوس شباب مصري يسعي دائما لتقليد افعال وتصرفاتك والشخصيات التي تلعبها في دراما تهدم وتقتل ولا تعمل علي بناء جيل يحمل مسئولية مستقبل مصر ، خليني اراك انا وغيري بنظرة ايجابية تعكس قدراتك الفنية ، وكان من الممكن هذا الحفل يكون بصمة في تاريخك الفني لو حرصت علي شكلك المصري الخارجي وأن يكون محتوي ما قدمته من غناء هادف ومعبر عن مصريتنا ، وانقل لك بوست من الفيس بوك كتبته لك مصرية بدافع النصح وتقديرها لفنك لو حرصت عليه كفنان يملك موهبة حيث تقول وياريت تسمع ما قالت “بلاش تدبحوه وهو عنيد دا محتاج يتوجه ممكن جدا يبقى حاجة حلوة لو ابتدينا نشوفه بنظرة حلوة اه هو غلط لكن طموح اوى بس عنيد عايز والله توجيه ، ياله بقى هجوم عليا علشان شفته ولمس طموحه قلبي بقبل النقد من غير دبـ ح” يا رمضان بلاش عند واقبل النقد اقبل كلام صديقتي علي الفيس ، فرغ الاختلاف البعض على برنامجك مدفع رمضان لكن هناك كثر كانوا سعداء به ، لأنك قدمت صورة حلوه ومساعدة وفرحه لكثيرين من ابناء شعب مصر ،مدفع رمضان ليس مجرد عرض تلفزيوني، بل كان رسالة محبة وأمل، تهدف إلى إسعاد الناس وإدخال البهجة إلى قلوبهم ، وكنت أرى هذا في تصرفاتك وردود افعالك مع كل شخص تقابله ، بداخلك انسان مصري وفنان يملك موهبة كبيرة ، لماذا تحرص علي تدميرها بسعيك وراء النجاح المذيف المدعو التريند ، اعرف انك طموح جدا وهذا شئ ايجابي ولكن حظك وحش بسبب بحثك عن التريند أكثر من بحثك عن تقديم فن راقي محترم يليق بموهبتك وبهويتك المصرية “.ليس من مصلحتك أن تكون فنانا اعتاد أن يكون في قلب النقاشات واثارة الجدل ، سواء بسبب أفلامك واعمالك الدرامية ، أغانيك، أو حتى تصريحاتك. لكن حفلك في امريكا يفتح الباب لسؤال أعمق: هل يمكن للفنان أن يحافظ على تميزه دون أن يفقد اتصاله بجذوره الثقافية؟ بالطبع يستطيع ان يفعل هذا بسهولة فانا اؤكد انك كمحمد رمضان ، موهبة لا تُنكر، لكن الطموح وحده لا يكفي إذا لم يُصاحبه عمل وتوجيه من ناس مخلصه لك ولفنك ولمصريتك وان تتقبل منهم التوجيه والنقد الذي يدعمك ويضيف لك نجاحات تضاف لتاريحك الفني

لا أنكر أنك ظاهرة تثير الإعجاب لدي كثير من شباب الشارع فحرصك الدائم علي إثارة الجدل في أعمالك من دون أن تولي الاهتمام عينه إلى جودة العمل الفنّي، مما كان سببا في تحولك بشكل تدريجي من ممثل موهوب ترقَّب له كثيرون مستقبلاً جيداً ومكانة أفضل، إلى مادة لإثارة الجدل، سواء بكلمات أغنياته أو بالملابس التي ترتديها في حفلاتك أو اختيارك لدور البلطجي في أعمالك الدرامية والسينمائية ، فالبطل الشعبي الذي تتصور أنك تقدمه يهدم قيم ومبادئ واخلاقيات ويجعل من يري اعمالك يظن أن مصر ليس بها قانون ولهذا هناك حوادث كثيرة تم فيها تقليدك فيها شكلا ومضمونا ، الفن هو لغة الروح، نصيحتي لك “اجعل فنك هو الذي يتحدث عنك، قدم رسالة تلهم وتجمع، ودع ملابسك تعكس بساطة موهبتك، لا ضجيج التريند”.

 

أخيرا..

 

ومقالي هذا رسالة لك اتمني أن تعيها وتعمل بها، علي المستوي الشخصي انت انسان رائع ومحترم وخلوق وأنا لمست هذا عندما جمع بيننا مشروع كان الهدف منه تقديم المثل والقدوة وتعزيز الانتماء من خلال بطولات حقيقية لابناء الجيش المصري تمنيت أن يراها شباب مصر من خلال عمل يؤثق لهذه البطولات ومن خلال فنان موهوب له قاعدة عريضة لديهم ، هذا الحب وهذه الموهبة تستطيع تقديم المثل والقدوة والبطولات هي الركائز الأساسية التي تُبنى عليها الأمم، فهي ليست مجرد قصص تُروى، بل هي نماذج حية تُلهم الأفراد وتدفعهم نحو التميز والإنجاز. عندما يرى الشباب قدوةً يُحتذى بها، أو بطولاتٍ تُحكى من واقع حقيقي لمصريين مثلهم عاشوا علي تراب هذا البلد الكريم، فإنهم يجدون في ذلك حافزًا لتحقيق النجاح والسعي نحو الأفضل. هذه النماذج تُعزز القيم الإيجابية مثل الإخلاص، الشجاعة، والعطاء، وتسهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك ، وما رايته في حفل أمريكا ضد هذه القيم وضد صورة المصري .

وفي عالم الفن والإعلام، يلعب الفنان دورًا محوريًا في تشكيل وعي الجمهور، خاصة الشباب. فالفنان ليس مجرد ممثل أو مغنٍ، بل هو قدوة يُقتدى بها، ورسالته الفنية قد تُحدث تأثيرًا كبيرًا في المجتمع. لذلك، من المهم أن يقدم الفنانون أعمالًا تعكس القيم الإيجابية، وتسلط الضوء على البطولات الحقيقية التي تُلهم الأجيال الجديدة ولنا في حرب مصر ضد الارهاب امثلة لا حصر لها وقد تكلمنا عنها معا .

مهرجان كوتشيلا كان فرصة ليُظهرك للعالم كقوة فنية مصرية، وممثل لقوتها الناعمة ، ومع كل الجدل الذي اثرته وتحرص علي اثارته ، لا يزال هناك أمل أن يتحول هذا الجدل إلى نقطة انطلاق جديدة وفرصة لابد ان تغتنمها وان توجه موهبتك بالشكل الصحيح الذي يضيف لك ويجعل مثل وقدوة نفخر بها ،. الفن رسالة، فاجعلها رسالة خالدة.

وأكرر لك ” محمد رمضان انت موهبة ابتعد عن اثارة الجدل ، الفن رسالة لا ضجيج مظهري واجعل فنك يتحدث عنك وليس ملابسك الغريبة” .

نقلا عن بوابة جريدة الجمهورية