المساجد هي بيوت الله في الأرض، لذلك كان ثواب إعمارها عظيم عند الله، ويسارع الجميع لرعايتها، وفي هذا الإطار ضرب أهالي كفر البتنانون بمحافظة المنوفية، أروع الأمثلة في رعاية بيوت الله، وذلك بعد قيامهم بتوسعة وإحلال مسجد “الأسرج” أحد أقدم مساجد القرية، والذي يتجاوز عمره قرناً من الزمان ، وذلك بالجهود الذاتية.
من جانبه، أكد الدكتور تامر الدبيسي، أن قرية كفر البتنانون بمحافظة المنوفية لا تضم سوى ثلاثة مساجد فقط، وذلك لأكثر من مائة عام، أقدمهم مسجد الأسرج، مضيفا:”سعينا خلال سنوات كثيرة لتوسيع المسجد وإجراء عمليات إحلال وتجديد وتوسعة للمسجد، وحاولنا شراء منزل مجاور للمسجد لتوسعته، لكن لم تتم العملية، لكن إرادة الله بتوسعة بيته كانت أكبر من إرادة البشر، واشترينا منزل مساحته نحو ١٥٠متر، علاوة علي شراء منزل أخر مساحته نحو 100متر، ولعظمة المقصد والهدف، قام الدكتور هشام الهلباوي بالتبرع بمنزل أخر علي روح والدته عبارة عن 250 متر ط”.
وتابع:” بعد توفير أرض بمساحة 500متر، ظلت هناك عقبة وحيدة، تمثلت في توفير التمويل لعملية الهدم والبناء، ولم يكن يتوفر لدينا إلا مبلغ بسيط لا يتعدى 25 ألف جنيه، لذا اتخذنا قرارا ببناء المسجد، بالقسط”، مستطردا:” ولأن الهدف عظيم وتوفيق الله كان معانا، اتفقنا مع أحد المقاولين علي التقسيط، وبدأت الخطوة الأولي لنتفاجأ بالتبرعات وتوفر كميات مأهولة من الحديد والأسمنت والزلط والطوب والرمال، وفي 30 يوم فقط، وقف البناء، وكنا في حالة ذهول، لكن تذكرنا قوله سبحانه وتعالى:” { وَمَا تَشَاۤءُونَ إِلَّاۤ أَن یَشَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَلِیمًا حَكِیمࣰا }،
وبفضل الله علي مدار ستة شهور أتم الله البناء وتكفل الله بتجهيز بيته وتم التشطيب في وقت قياسي، وكان مسجد الأسرج يستعد لاستقبال ضيوف الله في بيته، ويرفع فيه اسم الله”.
وأضاف:” كل ذلك تم بجهود الرجال وتواجد الشباب ومشاركة السيدات، الكل شارك والكل ساهم، والجمعة المقبلة سيتم الافتتاح بعد كامل التشطيب مع بناء الدور الثاني ليكون دار للقران الكريم، ومستوصف خيري، وحضانة وكل ما تحتاج البلدة إليه”.