رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

الثلاثاء 3 يونيو 2025

Search
Close this search box.

الثلاثاء 3 يونيو 2025

رئيس مجلس الإدارة

الدكتور محمود حسين

المشرف علي التحرير

علاء ثروت خليل

رئيس التحرير

محمد صلاح

رئيس التحرير التنفيذي

نشأت حمدي

مقالات

أحمد عاطف أدم يكتب: “حبيبة”.. صاحبة البصيرة

منذ أيام قليلة تم الإعلان عن نتيجة الثانوية الأزهرية، وجاءت الطالبة حبيبة محمد عبدالفتاح على رأس قائمة أصحاب البصائر “المكفوفين”.. وما لفت نظري بشدة في تصريحاتها لوسائل الإعلام، تلك الروح الملهمة التي يجب أن تكون دافعًا لزملائها، سواء بالثانوية الأزهرية أو العامة.. حيث قالت حبيبة : «كنت متابعة أخبار الأوائل ومكنتش متوقعة إني الأولى لكن كان نفسي، واتفاجئت بالإمام الطيب بيقولي إني الأولى على الثانوية الأزهرية، صوت الإمام بالنسبة لي مميز ومكنتش مستوعبة لكن كنت بعيط، أتمنى كل طالب وطالبة يجرب الإحساس ده، وفرحة كبيرة جدا فعلا لما فضيلة الإمام هنأ أهلي بنجاحي».

وأكدت الطالبة المتفوقة أنها كانت تذاكر بشكل يومي، وفقا لقدراتها على مواصلة تحصيل دروسها دون ضغوط،، ثم نصحت كل الطلاب بضرورة تقوية علاقتهم بربهم، وتأدية الصلاة بانتظام والدعاء، لما تحمله تلك العلاقة من أهمية قصوى أكثر من المذاكرة نفسها، أو أي شىء آخر، وبأن كرم ربنا هو سبب تفوقها، كذلك لفتت إلى قيمة الوقت وعدم إهداره لأنه ثمين للغاية، وفارق في إنجاز الهدف الذي يجب تحديده مسبقًا، والسعي إليه بالتوكل على الله والأخذ بالأسباب، ثم تابعت صاحبة البصيرة الثاقبة حديثها بالإفصاح عن أمنيتها المستقبلية، وهي أن تلتحق بكلية اللغة العربية لارتباطها الشديد بها، حتى تصبح معلمة ناجحة تصحح الأخطاء اللغوية المهددة للغة الضاد، بعد أن تدهورت الفصحي وطغت العامية بشكل محزن.. وفي نهاية حديثها لم تنسَ توجيه الشكر لكل من دعمها وساندها ودعا لها بالتوفيق، ولشقيقتها التي رافقتها أثناء الامتحانات.

قصة نجاح حبيبة ليست عادية أو عابرة لطالبة علم مجتهدة – لكنها قصة معبرة وملهمة – تمثل أيقونة التحدي لظروف صعبة وليست قاهرة، لم تجبر صاحبتها على الوقوف أو الإحباط مثلما يفعل كثيرون ممن أخفقوا في بلوغ قمة بعينها دون غيرها،، بل إن تحديد نوع وسقف القمة المراد الوصول إليه عند أصحاب البصائر دائمًا يكون له بعد ومنحنى آخر من التخطيط غير النمطي كدراسة الطب والهندسة فقط، وإلا توقفت رئة العزيمة عن العمل وضخ مزيد من الاجتهاد والسعي –  إنها ترسي مبدأ واحد يعتمد على تكريس إرادة النجاح في الخطة البديلة عند غياب إمكانية تحقيق الخطة الرئيسية، لأن حبيبة معلمة اللغة العربية بقواعدها الأصيلة وأدبياتها الراقية تدرك بفطرتها قيمة ما يجب عليها فعله لتكون مؤثرة وداعمة لمجتمعها ووطنها،، يقول الكاتب والمفكر الإنجليزي “ونستون تشرشل” 《الجهد المتواصل وليس الذكاء أو القوة هو مفتاح إطلاق قدراتنا الكامنة.